توقفت الاشغال فجاة في ورشة البناء التابعة للمقاول Tassoni بباريس. انه يوم السبت 12 اوت 1972. جاء ابن المقاول Pierre الى علي رئيس الورشة مهرولا .
- ما الامر؟
- حدث مشكل في الرافعة ...لقد توقفت عن الدوران.
- غير معقول ...اوشكنا ان ننهي الطابق الاخير.
- وانا كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ...اليوم السبت مساء ساكمل شراء الاغراض للاولاد.
-لديك الوقت الكافي يا علي ...ما زال امامك اسبوعان للعودة الى البلاد.
- اشتقت الى رؤيتهم ...لم ارهم منذ الصيف الماضي.
-نسيت ان أخبرك ان ابي قرر ان يمنحك اسبوعا اضافيا مكافاة لك.
-ااوو...شكرايا سيد Tassoni. فرحتني.
وقف علي تحت الرافعة مشيرا الى سائقها ان ينزل بطلب من ابن المقاول. نزل السائق و توجه مع علي و ابن صاحب المقاولة الى محرك الرافعة. عاود السائق الصعود. استدار Pierre الى علي و وضع يده على كتفه ثم قال له '' سازورك في الجزائر العطلة المقبلة ...هل انت مستعد لاستقبالي ؟
- هذا شرف لي ...مرحبا بكم
فجأة سمع الاثنان صراخ سائق الرافعة من فوقها ...ما كاد الاثنان يرفعان راسيهما حتى هوت الحاملة الحديدية على رقبة علي فاسقطته ميتا. وقف ابن المقاول Pierre مذهولا من هول ما رأى...توقف الجميع عن العمل.
هكذا كانت نهاية ابي علي بن الشريف بوفليغة في مثل هذا اليوم من سنة 1972 تاركا وراءه سبعة أبناء. لقد غادر الى فرنسا بعد ان ضاقت به سبل العيش بوطنه في خمسينيات القرن الماضي. قبل وفاته بشهرين كان أبي قد اجرى عملية ناجحة اخفاها عن عائلته لكن الموت الذي كان يترصده في غرفة الجراحة بمستشفى Lariboisiere كان له راي آخر في المكان و الزمان و الطريقة.
رحم الله أبي ...ذلك الرجل العصبي الابي ...كان قلبه قلب صبي...صبره صبر نبي...رحم الله أبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق