الثلاثاء، 8 يوليو 2014

العشرة الأولى :لهيب الرحمة

    عشرة أيام مرت من رمضان 2014. ألم نودع رمضان منذ أمد قريب؟ يا إلهي...كل هذا من أعمارنا؟ عشرة أيام و أنا أبحث عن فكرة للعودة الى التدوين. كنت قد قررت العودة الى التدوين مع دخول الشهر الفضيل و لكني عجزت لأني تذكرت رمضان الماضي و كيف انقطت بعد اليوم الثالث عشر. ومع ذلك أستطيع ان أستحضر أهم ما دار بخلدي خلال هذه العشرة الأولى من رمضان و هي عشرة الرحمة.
       "رمضان أوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار" حديث شرف ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم . ما من مسلم لا يعرفه هذه الأيام. ومع ذلك فالمتجول في أسواق مدينة الطاهير و العارف بها مثلي سيقسم ان من يتحكم في سوق الخضر و الفواكه ليس له علاقة بدين هذه الأمة الذي جاء رحمة للعالمين. فهناك لا حديث عن الحسنة بعشر أمثالها و لكن عن السلعة بعشر أثمانها و لهيب أسعارها .
           من أهم القرارات التي اتخذتها بمناسبة الشهر الفضيل توقفي عن تناول القهوة بعد الإفطار. وهو في نظري قرار شجاع
( نستعرف بروحي) حيث أنني لم اتوقف عن تناولها منذ أكثر من عشرين سنة. الحمد لله الذي وفقني في ذلك و لم أشعر بصعوبة فراقها الا في اليوم الأول حيث شعرت بصداع رهيب أفسد علي متعة الإفطار و حرمني منه. ما زلت مصرا على موقفي رغم أن القهوة لم تسبب لي أية متاعب صحية الى غاية اليوم و لله الحمد.
      كأس العالم تعود الى موطن كرة القدم في البرازيل. استمتعت هذا العام بمشاهدة كأس العالم بجودة عالية. كيف لا و انا أتذكر كأس العالم 1982 و نحن نشاهدها بالأبيض و الأسود مع انقطاع الصورة (خارج عن نطاقنا كما كان التلفزيون الجزائري يبرر لنا ذلك)؟ تزامن مشاركة الجزائر في المونديال و  في البرازيل جعل العديد من الناس تتأخر عن آداء صلاة التراويح بعد أن أفتت السلطة بجواز تأخير الصلاة من أجل ...كرة القدم... سابقة خطيرة . و مع ذلك تابعت باهتمام كبير كل المباريات خاصة و أن تلفازي الكبير الفل ايتش دي وفر لي كل ما أحتاجه من دقة عالية للصورة و الصوت. كما زادت المشاركة الجزائرية الرائعة من حماسي و تعلقي بكأس العالم و مبارياته حتى أنني كدت أنسى مآسي المسلمين في العراق و الشام و فلسطين و مصر و نيجيريا و ليبيا ووو...
     

 أفسدت علي نتائج البكالوريا لهذا العام متعة الإفطار. فقد استغلت وزارة التربية فرصة انشغال الناس بكرة القدم و تغطية عودة الفريق الوطني لتنشر نتائج الكالوريا التي جاءت مخيبة للبعض و منهم قريبات لي. فقد أفسدن علي إفطاري خاصة بعدما علمت انهن كن متيقنات من النجاح. و مع ذلك فرحت لجميع من فزن بهذا الامتحان المصيري ومنهم تلاميذي و تلميذاتي في ثانوية تاسيفت .مبروك للجميع.

     

ليست هناك تعليقات: