رمضان 2013: اليوم لحادي عشر: .
مطر و قيظ
كنت بصدد مطالعة جرائد اليوم على الساعة الثانية بعد منتصف الليل حين سمعت صوت المطر الغزير خارج غرفتي. كم اشتقت الى مثل هذه اللحظات . تركت ما كنت غارقا فيه و خرجت الى سطح البيت لأشعر به و هو يغسل ما لصق بالبيت من غبار و درن منذ ان توقفت الأمطار في شهر ماي. منظر الكرمة و عناقيد العنب الحمراء و هي تتدلى منها جعلني أشعر برغبة عارمة في الأكل. لم أبالي بالمطر الذي كان يسقط بغزارة فقطعت عناقيد جميلة تسر الناظرين لي و لعا ئلتي و قمت بغسلها و وضعها في الثلاجة ثم عدت الى غرفتي لأدون أحداث اليوم السابق. كانت الساعة تشير الى الثالثة والربع حين انتهيت من الكتابة و لكني عجزت عن نشرها بسبب شعوبة الاتصال بالخادم. حاولت مرات و مرات و لكن نداء زوجتي لتناول السحور جعلني أؤخر النشر الى ما بعد العودة من المسجد.
رفع النفايات المنزلية خلسة.
تناولت سحوري بسرعة و خرجت أريد المسجد بعد ان أخرجت صندوق القمامة الى الشارع. و لست أدري لماذا اختارت البلدية الساعة الرابعة صباحا أيام السبت و الثلاثاء و الخميس لرفع القمامة و الناس نيام. و لمن يعود على الساعة الخامسة سيعرف السبب بعد ان يطلع النهار و يظهر ما أخفاه النزع الأخير من الليل. فعمال النظافة سامحهم الله يقومون بتفريغ ما في الحاويات في الشاحنة المخصصة لهذا الغرض ثم يقومون برمي الحاويات الفارغة في الطريق العام بما تبقى فيها من نفايات متعفنة. و لست أدري كذلك سبب الاستمرار في تسيير ملف النفايات المنزلية بهذه الطرقة البدائية بعد ان تنبه الغرب و حتى بعض الدول العربية الى أهمية اعادة تدويرها و الاستفادة منها. فقاموا بتخصيص يوم لرفع نفايات الورق و الكرتون و يوم للبلاستيك و يوم للزجاج و يوم لبقايا الخضر و الفواكه و الأغذية المصنعة و يوم للمعادن و هكذا دواليك. أكثر من ذلك, قامت بعض الدول كالهند مثلا باستغلال النفايات العضوية في انتاج الغاز المنزلي و تسميد الأشجار و حققت نتائج باهرة.
المستجير بالرمضاء من النار
كنت أعتقد ان مطر اليوم سينعش ما تبقى منه و يكون بردا و سلاما علينا و لكن خاب اعتقادي. فما ان دخلت البيت على الرابعة والنصف صباحا حتى شعرت بحرارة لا يشعر بها الا من دخل حماما بخاريا. لأقد أطلقت الجدران ما علق بها من حرارة أمس و أطلقتها مباشرة في أرجاء البيت. تجنبت مكيف الهواء و افترشت بساطا و شغلت التلفزيون و ذهبت في نوم عميق بعد أن جافاني لوقت غير يسير. كانت الساعة تشير الى منتصف النهار حين استيقظت بعد ان شعرت بحرارة خانقة في الغرفة حيث كنت أنام. أخبرتني زوجتي أن ماء الينابيع الطبيعة الذي واظبت على جلبه قد نفذ وما علي سوى إحضاره. حدثتني نفسي بالذهاب الى الجبل لأفر من قيظ اليوم و لكن رحلتي كانت كالمستجير بالرمضاء من النار. و صلت الى جبل الشحنة بعد نصف ساعة مرفوقا بحفيدتي لينة لتؤنسني . بعد دقائق فقط شعرت بان حلقي جف و الدم يغلي في عروقي. ماء النبع بارد جدا جعلني أتذكر فتوى الشيخ الايراني التي اطلقها مؤخرا عن "جواز شرب الماء عند العطش الشديد". استعذت بالله من الشيطان الرجيم أخذت أبلل رأسي و ووجهي حتى زال عني العطش الى حين.
مطر و قيظ
كنت بصدد مطالعة جرائد اليوم على الساعة الثانية بعد منتصف الليل حين سمعت صوت المطر الغزير خارج غرفتي. كم اشتقت الى مثل هذه اللحظات . تركت ما كنت غارقا فيه و خرجت الى سطح البيت لأشعر به و هو يغسل ما لصق بالبيت من غبار و درن منذ ان توقفت الأمطار في شهر ماي. منظر الكرمة و عناقيد العنب الحمراء و هي تتدلى منها جعلني أشعر برغبة عارمة في الأكل. لم أبالي بالمطر الذي كان يسقط بغزارة فقطعت عناقيد جميلة تسر الناظرين لي و لعا ئلتي و قمت بغسلها و وضعها في الثلاجة ثم عدت الى غرفتي لأدون أحداث اليوم السابق. كانت الساعة تشير الى الثالثة والربع حين انتهيت من الكتابة و لكني عجزت عن نشرها بسبب شعوبة الاتصال بالخادم. حاولت مرات و مرات و لكن نداء زوجتي لتناول السحور جعلني أؤخر النشر الى ما بعد العودة من المسجد.
رفع النفايات المنزلية خلسة.
الشارع الرئيسي بالطاهير قبل مرور عمال النظافة.الصورة من موقع Tahernews |
المستجير بالرمضاء من النار
كنت أعتقد ان مطر اليوم سينعش ما تبقى منه و يكون بردا و سلاما علينا و لكن خاب اعتقادي. فما ان دخلت البيت على الرابعة والنصف صباحا حتى شعرت بحرارة لا يشعر بها الا من دخل حماما بخاريا. لأقد أطلقت الجدران ما علق بها من حرارة أمس و أطلقتها مباشرة في أرجاء البيت. تجنبت مكيف الهواء و افترشت بساطا و شغلت التلفزيون و ذهبت في نوم عميق بعد أن جافاني لوقت غير يسير. كانت الساعة تشير الى منتصف النهار حين استيقظت بعد ان شعرت بحرارة خانقة في الغرفة حيث كنت أنام. أخبرتني زوجتي أن ماء الينابيع الطبيعة الذي واظبت على جلبه قد نفذ وما علي سوى إحضاره. حدثتني نفسي بالذهاب الى الجبل لأفر من قيظ اليوم و لكن رحلتي كانت كالمستجير بالرمضاء من النار. و صلت الى جبل الشحنة بعد نصف ساعة مرفوقا بحفيدتي لينة لتؤنسني . بعد دقائق فقط شعرت بان حلقي جف و الدم يغلي في عروقي. ماء النبع بارد جدا جعلني أتذكر فتوى الشيخ الايراني التي اطلقها مؤخرا عن "جواز شرب الماء عند العطش الشديد". استعذت بالله من الشيطان الرجيم أخذت أبلل رأسي و ووجهي حتى زال عني العطش الى حين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق