السبت، 20 يوليو 2013

رمضان 2013: اليوم العاشر


رابعة تتفوق على التحرير

اليوم العاشر من رمضان كان حارا على غير عادته. استيقظت على الساعة العاشرة بعد ان شعرت أن غرفتي أصبحت ساخنة بعد أن توقف مكيف الهواء على الثامنة. نهضت من غرفتي وتحولت الى غرفة المعيشة لأشاهد ما استجد من أخبار. مرة العشرة الأولى من رمضان و مازال السوريون يقتل بعضهم بعضا . أما في مصر فالأوضاع على شفا حفرة من نار الحرب الأهلية ما دام كل طرف متمسك برأيه و لا يفكر في التراجع عنه. الإخوان ضحايا الانقلاب انتشروا في الشوارع المصرية وأبانوا عن قدرة هائلة على التجييش و التنظيم وقد بين النقل المباشر من ميدان رابعة العدوية أنهم صامدون رغم ما لحق بهم من اعتقال لقياداتهم و هجوم دموي على معتصميهم. لست أدري ماالذي ذكرني بأنصار الجبهة الإسلامية في الجزائر الذين هاجمتهم الشرطة و هم معتصمون في ساحة الشهداء عام 1991 فلم يبق أحد منهم في الساحة في اليوم التالي. و قد تكرر نفس الامر حينما الغت السلطة الانتخابات التي فاز بها الإسلاميون بالأغلبية في ديسمبر 1991 و نادى زعيم الجبهة الإسلامية حشاني آنذاك الى مسيرة سلمية للتنديد بذلك يوم 14 ينلير و لكنها الغيت بسبب الخوف من رد فعل السلطة. لقد أذهلني المصريون فعلا بتشبثهم بسلمية اعتصامهم و لم يردوا على استفزازات الآلة الجهنمية لإعلامهم. أن أعداد المعتصمين و المتظاهرين المدافعين عن الرئيس المعزول يزدادون عددا و عزيمة  ازداد معهما تعاطف الجزائريين أمثالي.

صلاة الأطفال.

       حرارة الجو أجبرتني على التنقل الى المسجد بالسيارة خوفا من العطش. كان علي أن أذهب مبكرا لكي أعثر على مكان بمسجد تاسيفت. لقد امتلا عن آخره قبل أن يرفع آذان صلاة الجمعة الثاني. لاحظت اليوم أيضا أن اعداد المصلين تضاعفت و ارتفع عدد الأطفال بشكل ملموس. و ذهاب الأطفال الى المساجد و استماعهم للخطبة ثم آداء الصلاة جماعة شيء محمود و مطلوب. و قد سرني منظرهم وهم بقمصانهم البيضاء و قد أخذوا مكانهم بين صفوف المصلين. لكن الشيء الذي لاحظته بعد ذلك هو عدم انضباطهم و تحدثهم فيما بينهم أثناء خطبة الإمام. و لا يمكن هنا القاء اللوم عليهم وحدهم بل على أوليائهم خاصة و أن الظاهرة تقتصر على الذين جاءوا بمفردهم الى المسجد. كما ان المسؤولية تعود أيضا الى القائمين على أمور المسجد بتخصيص شباب يقومون باستقبال هؤلاء الأطفال في قاعة للصلاة ثم تلقينهم  مكان لهم و  تلقينهم آداب المسجد و الصلاة ثم تشجيعهم بهدايا أو كتب عن الصلاة و مصاحف صغيرة. و اني على يقين ان هنالك العشرات الشباب رواد المسجد مستعدون للقيام بتوجيه هؤلاء الصغار بدلا من تعنيفهم بسبب شغبهم كما يفعل البعض هداه الله

ليست هناك تعليقات: