قمت بترتيب قنوات التلفزيون التي أشاهدها ووضعتها حسب مواضيعها في قوائم المفضلة. و قد تعودت خلال شهر رمضان للسنوات الماضية أن أكتفي بمشاهدة القنوات الاخبارية بالاضافة الى قناة MBC لمتابعة "خواطر الشقيري". وذلك رغم يقيني ان ما تبثه الامبيسي من برامج موجه الى الشعوب المخملية في الخليج و لبنان و ليس لنا نحن الجزائريين. و مما يعجبني في القنوات الاخبارية خاصة الأجنبية منها ان أخبارها و حتى تحقيقاتها مختصرة جدا و عملية كثيرا. ففرانس 24 و ارونيوزEuronews و DW تقدم جل ما يحدث في العالم في اٌقل من 6 دقائق. و مع تحفظي على التوجه السياسي و الاعلامي لمثل هذه القنوات الا انها تشدني بسبب حرفيتها العالية في معالجة الاحداث صورة و صوتا و بأي لغة شئت. و من شدة حرصها على المهنية و الاحترافية في تغطية الاحداث لا ينتبه المشاهد في معظم الاحيان الى الأخطاء التي يمكن ان اتقع فيها. اما قنواتنا الجزائرية فيكفي ان تكبس على زر جهاز التحكم عن بعد و تشاهدها لدقائق لتشعر بالغثيان و الرغبة في الهروب الى الطبيعة كما كان يفعل الرومانسيون فيما مضى.و ما حدث اليوم يؤكد ما أقول.
كنت اتابع الأخبار على قناة فرانس 24 حين لفت انتباهي شريط الخبر العاجل مكتوبا على خلفية حمراء " الرئيس الجزائري يغادر مطار بورجي متوجها الى الجزائر. اعتقدت ان الأمر لا يعدو ان يكون مثل سابقيه. تحولت الى قناة العربية فوجدت نفس الخبر. يبدو أن الأمر جدي هذه المرة. شغلت جهاز الكمبيوتر و مباشرة الى الفيسبوك و تويتر. الجميع يعيد نشر الخبر معتقدا انه حقق سبقا صحفيا و هو مصطلح يبدو أنه في طريقه للانقراض بسبب الايفون. الخبر أكيد و الرئيس في طريق العودة الى البلاد. نسيت نفسي و رحت أتابع ما ينشر على حائطي حتى نادت علي ابنتي ان اسرع لأشاهد الرئيس و هو ينزل في مطار بوفاريك. أنها قناة النهار صاحبة الريادة في اختلاق الأخبار الكاذبة و التافهة. أنها تنازع حتى القنوات العمومية او الرسمية في التسويق للنظام و الحكومة. أول ما لفت انتباهي في صور وصول الرئيس هو الطقس السائد في مطار بوفاريك العسكري حيث نزلت طائرة الرئيس. ألاجواء ممطرة و الكل يرتدي ملابس الشتاء. " انتبهي يا ابنتي ...الصور قديمة و تعود ل2005 عندما عاد من رحلته العلاجية الأولى"قلت في دهشة و أنا اتابع هذه الفضيحة الاعلامية الكبرى. عدت الى الانترنت فوجدت أن الجميع انتبه الى ذلك و لم أكن وحدي. و اول من نشر ملاحظته هو الاعلامي الكبير مدني عامر. و ما اعجبني في القناة العمومية الثالثة هو بثها لفيديو الرئيس بعد ذلك و هو في قاعة الاستقبال على كرسي متحرك. لقد فُضحت قناة الاكاذيب و الشيتة شر فضيحة. و رغم انها حاولت تدارك الأمر بنشر الفيديو القديم مع اضافة كلمة "ألأرشيف" عليه إلا أن الجميع تفطن لذلك و أصبحت القناة محل سخرية الجميع.
و كما قال الشعر قديما
ولو لبس الحمار ثياب خز لقال الناس يا لك من حمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق