بداية هذا اليوم المبارك الذي صادف يوم الجمعة كان عصيبا علي. فمباشرة بعد عودتي من صلاة الصبح جافاني النعاس رغم شدة تعبي بسبب ممارسة الرياضة و السهر الطويل.و مما زاد للطين بلة هو شعوري بعطش رهيب فقد جف حلقي و زاد انفعالي من ذلك حتى أني فكرت في شرب كأس الماء الذي كان أمامي. ترددت في البداية قبل أن أمد يدي اليه و أفرغ ما فيه داخل فمي. تصورت أني مشرف على الهلاك و أنا أمد يدي الى الكأس و لكن الله سلم. منعت الماء من المرور الى حلقي و اسرعت الى فناء البيت و أفرغته, بعد مضمضة خفيفة,في مزهرية بدت لي أن نبتتها تشرف على الذبول. عدت الى غرفتي و كررت الأمر نفسه حتي ذهب ما بي من عطش فقمت بسقي جميع الزهور التي كانت في الفناء و عدت الى غرفتي و قد ذهب عطشي و زال أرقي مرة واحدة.
من عاداتي يوم الجمعة أن أدع السيارة ترتاح و أذهب ماشيا الى مسجد تاسيفت غير بعيد عني. بدا لي أن الطقس حار و هواؤه ساخن و ستتكرر معي حكاية العطش خاصة عند عودتي و صعودي لتلك العقبة الوعرة غير بعيد عن بيتي. كل هذا لأقول أني فضلت أن أذهب بالسيارة الى المسجد.
خطبة المسجد كانت مملة كسابقاتها. فالامام السلفي الذي يخطب فينا كل جمعة لا يتحدث عن الواقع و ما نعيشه من أزمات أطلاقا. فقد حفظ الجميع ما في رمضان من خير ة تميزه عن بقية الشهور و أهمية صومه و الاجتهاد فيه. و اني لأستغرب من أمر إمام يحث المصلين داخل المسجد على اقامة الصلاة و صوم رمضان و هم أمامه منصتين في خشوع لما يقول. لو كان يخاطب تاركي صلاة او منتهكي حرمة رمضان جهارا لتقبلت الأمر .
انهينا الصلاة و أنا أغادر المسجد سمعت استعطاف أشخاص يطلبون الصدقة موزعين بعناية أمام أبواب المسجد الأريعة. إنها نفس العائلة السورية التي أصادفها أمام مسجد سيدي يحي المركزي بعد كل عشاء. تذكرت ما قاله ممثل الجالية السورية في الجزائر عن هؤلاء الغجر الذين يحترفون التسول في الجزائر مستغلين الأوضاع الكارثية فعلا التي يعيشها فعلا الأشقاء في سوريا. يقول السيد الدكتور أبو الضاد السالم ابو السالم"''لأنهم تعودوا على الكسب السهل، كما ألفوا السفر من دولة لأخرى لممارسة هذه المهنة، التي يحترفها الغجر أينما كانوا عبر العالم، وقد وجدوا ضالتهم في استعطاف الجزائريين''. كما توجد شهادات أخري لسوريين عانوا من هذه الظاهرة الي أساءت كثيرا لشعب معروف بعزته و إبائه. أقرا الرابط التالي لشهادة أخرى.
http://www.zamanalwsl.net/readNews.php?id=29692
عدت الى البيت و ليس في ذهني سوى شيء واحد هو القيلولة و تعويض ما فاتني في الصباح. و للقيام بذلك لا يوجد شيئ مثل مشاهدة التلفزيون. القيت بجسدي امامه و رحت أتنقل بين القنوات الاخبارية. أول شيء أردت معرفته هو أخبار مصر و جمعة زحف الاخوان. ميدان رايعة العدوية يشهد توافد ألوف مؤلفة من الذين شعروا بظلم العسكر و مصادرته لأصواتهم. قلت في نفسي هؤلاء محظوظون كثيرا لأن تجربة الانقلاب على الارادة الشعبية و نتائجه الوخيمة على الجزائريين مازالت راسخة في الاذهان. دعوت الله ان يحفظ مصر و أهلها و ذهبت في نوم عميق بعد أن غيرت الى قناة العربية فاجاءني النعاس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق