رمضان 2013. اليوم الثاني: ليته يستمر هكذا.
لا يختلف رمضان من حيث عاداتي عن ذاك الذي عشته العام الماضي سوى انني خلعت ثوب الكسل و ارتديت ثوب النشاط. عدت من صلاة الصبح برفقة صديقي نور الدين و اخي الأكبر محفوظ. لقد عاش هذا الأخير لمدة ليست بقصيرة في جبل الاربعاء المطل على الطاهير. حكاياته عن رمضان في خمسينيات و ستينيات العام الماضي تجعل كل من يشتكي من الصيام يبدو و كأنه أنوش قدم من أرقى أحياء العاصمة. لم أشعر وأنا استمع لأخي ألا وأنا أدير مفتاح باب منزلي. لقد عاش هؤلاء فعلا جهادا أكبر و هم في تلك القرى الجبلية النائية محرومين من أدنى شروط المعيشة الكريمة التي كان يحياها المستوطنون الاروبيون في مدينة الطاهير مع من والاهم وهادنهم من الأهالي.
لقد كانت حياة هؤلاء في رمضان لا تختلف عنها في سائر الشهور. لقد كانوا يمارسون نفس النشاطات و نفس الاعمال طيلة أيام السنة. فيومهم يبدامع طلوع الفجر حيث ينهض الجميع للعمل. أما النساء فكن يقسمن وقتهن بين رعاية الأطفال و القيام بالأعمال المنزلية ثم التوجه للحقول للزراعة و جلب الحطب. أما الرجال فكانوا يقومون باعمال الرعي و تهيئة مساحات جديدة وسط الغابات لزراعتها.أما في رمضان فلم يكن الأمر مختلف سوى أنهم كانوا يسرعون الخطى في رمضان للعودة قبل آذان المغرب الذي نادرا ما كانوا يسمعونه نظرا لعزلة قريتهم.بعد الافطار يجتمع الرجال في ربوة كانت عبارة عن صخر مستوي هيأه صاحب مقهى صغيرة لأهل القرية لتناول القهوة فقط و ممارسة بعض الالعاب البدائية كالخاتم مثلا. لم يكونوا يسهروا طويلا فرمضان و قلة امكانيات الترفيه و صعوبة العيش كانت تحتم عليهم العودة الى ديارهم عند العاشرة مساء.
حديث أخي عن رمضان في القرن الماضي في تلك القرية النائية جعلني أغير من سلوكياتي في هذا اليوم. فقد اعتدث منذ أن أصبح رمضان يزورنا صيفا أن أسهر إلى ما بعد الصبح و أنام لأنهض قبل آذان الظهر. أما اليوم فقد استيقظت على العاشرة فتوجهت الى البريد لأسحب أجرتي ثم الى السوق لأحضر ما طلبته ربة البيت لأعداد الفطور. الشوارع اكنت مزدحمة كالعادة و ووجدت صعوبة كبيرة في العثور على مكان أركن فيه سيارتي الى حين. مركبات البطاطس و غيرها من الخضر اصطفت على طول شارع أول نوفمبر او شارع النخيل. حاول رجال الشرطة تنظيم الحركة و لكن مجهوداتهم أو تواطئ بعضهم مع الباعة كان يحول المكان الى فوضى . العربات تنتظر بفارغ الصبر انتهاء الدوام بالتسبة لرجال الشرطة ليشرع الجميع في بيع ما في مركبته.
اقتنيت ما كنت أريده بعد أن اشعلت الاسعار بلهيبها النار في جيبي و جيوب المواطنين مثلي. عدت الى البيت مسرعا وأديت صلاة الظهر ثم استلقيت على الأرض بعد ان شعرت بالتعب لأني لأم آخد حصتي كاملة من النوم. لم يدم الأمر طويلا فقد عكرت علي حفيدتي بنت ابن اخي ملاك قيلولتي و أيقظتني من النوم. لقذ أخذت كل وقتي و لم أشعر الا و الساعة تشير الى الرابعة و النصف فأديت صلاة العصر وجلست اتابع برامج التلفزيون. مررت على العشرات من القنوات حتى توقفت أمام برنامج لتفسير القرآن الكريم للشيخ الجليل الشعراوي رحمه الله. استمتعت بمنطقه و براعته في شرح معاني القرآن الكريم فغيرت القناة المصرية مباشرة بعد نهايته لأعثر على برنامج آخر لنفس الشيخ الليل و تفسير أيات أخر.
ترددت كثيرا حين اعلنت دقات الساعة السادسة. انه موعد ممارسة الريضة الذي واظبت عليه منذ أكثر من شهر و نصف. أما سبب ترددي فهو خشيتي من الاجهاد خاصة و انا لم اتعود على ممارستها في رمضان. في الاخير قررت التوجه الى حيث تعودت على الركض غير بعيد عن مطار فرحات عباس. لم أشعر بالتعب فقد تعود جسمي على ذلك و قمت بنفس التدريبات التي اعتدث القيام بها قبل رمضان. عدت الى المنزل بعد ان مالت الشمس الى المغيب و أخذت حماما أزال عني كل شعور بالتعب. ما إن أذن المؤذن للمغرب حتى هرولت الى المائدة و قمت بشرب كل السوائل التي كانت موجودة على المائدة قبل أن أتناول حبيبات التمر و كأس الحليب الذي اعتدت عليه في رمضان.
لا يختلف رمضان من حيث عاداتي عن ذاك الذي عشته العام الماضي سوى انني خلعت ثوب الكسل و ارتديت ثوب النشاط. عدت من صلاة الصبح برفقة صديقي نور الدين و اخي الأكبر محفوظ. لقد عاش هذا الأخير لمدة ليست بقصيرة في جبل الاربعاء المطل على الطاهير. حكاياته عن رمضان في خمسينيات و ستينيات العام الماضي تجعل كل من يشتكي من الصيام يبدو و كأنه أنوش قدم من أرقى أحياء العاصمة. لم أشعر وأنا استمع لأخي ألا وأنا أدير مفتاح باب منزلي. لقد عاش هؤلاء فعلا جهادا أكبر و هم في تلك القرى الجبلية النائية محرومين من أدنى شروط المعيشة الكريمة التي كان يحياها المستوطنون الاروبيون في مدينة الطاهير مع من والاهم وهادنهم من الأهالي.
لقد كانت حياة هؤلاء في رمضان لا تختلف عنها في سائر الشهور. لقد كانوا يمارسون نفس النشاطات و نفس الاعمال طيلة أيام السنة. فيومهم يبدامع طلوع الفجر حيث ينهض الجميع للعمل. أما النساء فكن يقسمن وقتهن بين رعاية الأطفال و القيام بالأعمال المنزلية ثم التوجه للحقول للزراعة و جلب الحطب. أما الرجال فكانوا يقومون باعمال الرعي و تهيئة مساحات جديدة وسط الغابات لزراعتها.أما في رمضان فلم يكن الأمر مختلف سوى أنهم كانوا يسرعون الخطى في رمضان للعودة قبل آذان المغرب الذي نادرا ما كانوا يسمعونه نظرا لعزلة قريتهم.بعد الافطار يجتمع الرجال في ربوة كانت عبارة عن صخر مستوي هيأه صاحب مقهى صغيرة لأهل القرية لتناول القهوة فقط و ممارسة بعض الالعاب البدائية كالخاتم مثلا. لم يكونوا يسهروا طويلا فرمضان و قلة امكانيات الترفيه و صعوبة العيش كانت تحتم عليهم العودة الى ديارهم عند العاشرة مساء.
حديث أخي عن رمضان في القرن الماضي في تلك القرية النائية جعلني أغير من سلوكياتي في هذا اليوم. فقد اعتدث منذ أن أصبح رمضان يزورنا صيفا أن أسهر إلى ما بعد الصبح و أنام لأنهض قبل آذان الظهر. أما اليوم فقد استيقظت على العاشرة فتوجهت الى البريد لأسحب أجرتي ثم الى السوق لأحضر ما طلبته ربة البيت لأعداد الفطور. الشوارع اكنت مزدحمة كالعادة و ووجدت صعوبة كبيرة في العثور على مكان أركن فيه سيارتي الى حين. مركبات البطاطس و غيرها من الخضر اصطفت على طول شارع أول نوفمبر او شارع النخيل. حاول رجال الشرطة تنظيم الحركة و لكن مجهوداتهم أو تواطئ بعضهم مع الباعة كان يحول المكان الى فوضى . العربات تنتظر بفارغ الصبر انتهاء الدوام بالتسبة لرجال الشرطة ليشرع الجميع في بيع ما في مركبته.
اقتنيت ما كنت أريده بعد أن اشعلت الاسعار بلهيبها النار في جيبي و جيوب المواطنين مثلي. عدت الى البيت مسرعا وأديت صلاة الظهر ثم استلقيت على الأرض بعد ان شعرت بالتعب لأني لأم آخد حصتي كاملة من النوم. لم يدم الأمر طويلا فقد عكرت علي حفيدتي بنت ابن اخي ملاك قيلولتي و أيقظتني من النوم. لقذ أخذت كل وقتي و لم أشعر الا و الساعة تشير الى الرابعة و النصف فأديت صلاة العصر وجلست اتابع برامج التلفزيون. مررت على العشرات من القنوات حتى توقفت أمام برنامج لتفسير القرآن الكريم للشيخ الجليل الشعراوي رحمه الله. استمتعت بمنطقه و براعته في شرح معاني القرآن الكريم فغيرت القناة المصرية مباشرة بعد نهايته لأعثر على برنامج آخر لنفس الشيخ الليل و تفسير أيات أخر.
ترددت كثيرا حين اعلنت دقات الساعة السادسة. انه موعد ممارسة الريضة الذي واظبت عليه منذ أكثر من شهر و نصف. أما سبب ترددي فهو خشيتي من الاجهاد خاصة و انا لم اتعود على ممارستها في رمضان. في الاخير قررت التوجه الى حيث تعودت على الركض غير بعيد عن مطار فرحات عباس. لم أشعر بالتعب فقد تعود جسمي على ذلك و قمت بنفس التدريبات التي اعتدث القيام بها قبل رمضان. عدت الى المنزل بعد ان مالت الشمس الى المغيب و أخذت حماما أزال عني كل شعور بالتعب. ما إن أذن المؤذن للمغرب حتى هرولت الى المائدة و قمت بشرب كل السوائل التي كانت موجودة على المائدة قبل أن أتناول حبيبات التمر و كأس الحليب الذي اعتدت عليه في رمضان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق