الاجواء المعتدلة التي تسود في هذه الايام المباركات من الشهر الفضيل تشجع على البذل و العمل. لكن الامر بالنسية لي شيء مختلف. فرغم أني لا أشعر لا بالعطش و لا بالجوع طيلة اليوم لكن ذلك لم يمنعني من النوم حتى منتصف النهار. و السبب هو سهري الطويل الذي يمتد إلى ما بعد عودتي من صلاة الصبح. و لأنني حريص على أن أستفيد من هذا الوقت الطويل فقد قمت بتقسيمه بين الانترنت و الت التلفزيون. و أول شيء حرصت على تنفيذه هذا العام هو تدوين ما أفعله يوميا و نشره على الانترنت. و قد أصبح الأمر بالنسبة لي عبارة عن عادة سنوية أحرص على القيام بها.
لا أزعم, كما قد يعتقد البعض ,أني كاتب متمكن من فنون الكتابة و لا أزعم أني ناقد اجتماعي و لا فيلسوف يدعي معرفة الحقيقة. ما أقوم به هو عبارة عن نقل مشاهد من واقع مدينة جزائرية لا غير. شخوص هذه المشاهد قد يكونون من العائلة او من الجيران او من الاصدقاء او من المواطنين العاديين. و قد فضلت تدوين ما يحدث في الطاهير في رمضان لأنه قي اعتقادي أفضل الشهور التي يبلغ فيها سلوك المواطن المؤمن درجة رفيعة يتخلى فيها عن أنانيته و جشعه و نفاقه و يلبس لباس التقوى و الورع و القناعة و الصلاح.
أما المشهد الذي أثار انتباهي و أتا عائد من السوق فكان بطله سائق شاحنة لتوزيع المشروبات و سائق حافلة. قام السائق الاول بتجاوز الحافلة في طريق ضيق و بسرعة جنونية فكسرالمرآة العاكسة للحافلة و عوض ان يتوقف و ينهي الامر بكل ود انطلق كالسهم. نزل سائق الحافلة و أخذ يركض تاركا الركاب في الحافلة يرقبون سائقهم و هو يطارد الشاحنة المجنونة. فشل المسكين في اللحاق بها فعاد الى الحافلة و ذهب الى مقر الشرطة لايداع شكواه.
المشكلة هنا هي أن كلا السائقين غابت عنهما رحمة رمضان. فقد كان اولى بسائق الشاحنة أن يتريث ويقود شاحنته على مهل لأنه داخل منطقة حضرية. المسألة الثانية هي أنه ينقل مشروبات غازية معباة في قوارير بلاستيكية كتب عليها "لا يعرض للشمس" على شاحنة غير مغطاة و هذا أمام أعين مراقبي الدولة من أعوان التجارة و الامن. وجود مقر الشرطة غير بعيد عن المكان لم يردع و لم يمنع السائقين من محاولة تصفية شأنهما بأنفسهما دون مراعاة للقانون فقد كان بإمكان سائق الحافلة تسجيل رقم الشاحنة خاصة و أن الشهود لا ينقصون.
دخلت الى بيتي و القيت بجسدي على أرضية غرفة المعيشة في الطابق الاول حيث اعتدث على مشاهدة التلفزيون. مباشرة تحولت من قناة الحوار الى قناة الشر الذي لابد منه و هو الام بي سي لاتابع تفاصيل خواطر البارع أحمد الشقيري في رحلاته الى اليابان و امريكا لينقل لنا تجاربهم الناجحة جدا في تسيير المدن. و قد خصص حصة اليوم لتجربة اليابانيين و الامريكان في سد و اصلاح حفر الطريق. مشاهدة الحصة بأكملها جعلتني اتحسر على مدينتنا التي امتلات طرقاتها حفرا و قمامة و غبارا و سلعا و شجارا.
اخترت في المساء التوجه الى الميدان الذي يقع بجانب المطار حبث اعتدت على ممارسة الرياضة هروبا من ضوضاء المدينة و مشاكلها. تذكرت و انا بين الحقول اليابسة المحادية للمطار حديقة المعطوبين(les invalides) في باريس و قد كساها بساط أخضر يسر الناظرين و يبعث في كل من يدخله الرغبة في ممارسة الرياضة. أما أنا فيكفي أن تمر سيارة مسرعة بجانبي ليمتلئ حلقي و رئتاي غبارا. ليت الشقيري كان هنا.
لا أزعم, كما قد يعتقد البعض ,أني كاتب متمكن من فنون الكتابة و لا أزعم أني ناقد اجتماعي و لا فيلسوف يدعي معرفة الحقيقة. ما أقوم به هو عبارة عن نقل مشاهد من واقع مدينة جزائرية لا غير. شخوص هذه المشاهد قد يكونون من العائلة او من الجيران او من الاصدقاء او من المواطنين العاديين. و قد فضلت تدوين ما يحدث في الطاهير في رمضان لأنه قي اعتقادي أفضل الشهور التي يبلغ فيها سلوك المواطن المؤمن درجة رفيعة يتخلى فيها عن أنانيته و جشعه و نفاقه و يلبس لباس التقوى و الورع و القناعة و الصلاح.
أما المشهد الذي أثار انتباهي و أتا عائد من السوق فكان بطله سائق شاحنة لتوزيع المشروبات و سائق حافلة. قام السائق الاول بتجاوز الحافلة في طريق ضيق و بسرعة جنونية فكسرالمرآة العاكسة للحافلة و عوض ان يتوقف و ينهي الامر بكل ود انطلق كالسهم. نزل سائق الحافلة و أخذ يركض تاركا الركاب في الحافلة يرقبون سائقهم و هو يطارد الشاحنة المجنونة. فشل المسكين في اللحاق بها فعاد الى الحافلة و ذهب الى مقر الشرطة لايداع شكواه.
المشكلة هنا هي أن كلا السائقين غابت عنهما رحمة رمضان. فقد كان اولى بسائق الشاحنة أن يتريث ويقود شاحنته على مهل لأنه داخل منطقة حضرية. المسألة الثانية هي أنه ينقل مشروبات غازية معباة في قوارير بلاستيكية كتب عليها "لا يعرض للشمس" على شاحنة غير مغطاة و هذا أمام أعين مراقبي الدولة من أعوان التجارة و الامن. وجود مقر الشرطة غير بعيد عن المكان لم يردع و لم يمنع السائقين من محاولة تصفية شأنهما بأنفسهما دون مراعاة للقانون فقد كان بإمكان سائق الحافلة تسجيل رقم الشاحنة خاصة و أن الشهود لا ينقصون.
دخلت الى بيتي و القيت بجسدي على أرضية غرفة المعيشة في الطابق الاول حيث اعتدث على مشاهدة التلفزيون. مباشرة تحولت من قناة الحوار الى قناة الشر الذي لابد منه و هو الام بي سي لاتابع تفاصيل خواطر البارع أحمد الشقيري في رحلاته الى اليابان و امريكا لينقل لنا تجاربهم الناجحة جدا في تسيير المدن. و قد خصص حصة اليوم لتجربة اليابانيين و الامريكان في سد و اصلاح حفر الطريق. مشاهدة الحصة بأكملها جعلتني اتحسر على مدينتنا التي امتلات طرقاتها حفرا و قمامة و غبارا و سلعا و شجارا.
Parc des Invalides à Paris |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق