الخميس، 11 يوليو 2013

رمضان2013.اليوم الأول: صداع القهوة

رمضان 2013...رحمة من بدايته لولا صداع القهوة
     يبدو أن رمضان يحفزني على الكتابة أكثر من غيره من الشهور. لا أدري ما السبب الذي يجعلني أحن إلى التدوين في رمضان فقد انقطعت عن التدوين منذ آخر يوم في رمضان الماضي و لم أدون سوى مرتين. الله يعلم كم أحب هذا الشهر و أفضله على سائر الشهور الاخرى. لقد أطل علينا ببركاته و نسائمه وإني لأجده أفضل من رمضان العام الماضي. لقد استقرت درجة الحرارة عند معدل معتدل فلم أشعر اليوم لا بجوع و لا بعطش.
       ما عدا التحضيرات الي قامت بها زوجتي لاستقبال الشهر الفضيل من تجديد المطبخ و تنظيف البيت كالعادة لم أهرول كعادتي للتسوق المفرط و تخزين المواد الغذائية و الخضر و الفواكه و المشروبات. و كذلك فعل البقية من الصائمين في مدينة الطاهير. لقد وصل الجميع الى قناعة أن الهرولة للأسواق في الاسبوع الأول هو ما أيقظ الجشع في نفوس التجار والخضار و جعلهم يرفعون الاسعار. جولة في أسواق المدينة لهذا اليوم جعلتني أدرك أن الناس هنا بدأت تدرك معاني الشهر الفضيل فهو ليس شهر أكل و شرب فقط بل صبر عليهما.
   الاقبال على المساجد زاد بشكل لافت للانتباه و بدا ذلك منذ الليلة الماضية حيث انطلقنا في صلوات التراويح. جرت العادة قبل رمضان أن لا تزيد صفوف المصلين عن سبعة الى ثمانية صفوف. لكن البارحة أجبرتنا حشود المصلين على آداء الصلاة في باحة المسجد  حيث قامت هيئة المسجد بتنظيفها و تهيئتها لاستقبال المصلين المؤقتين و الدائمين.
   الاخوة السوريون هم جديد هذا العام في مدينة الطاهير. و شخصيا اعتدت على و جوههم و طريقة كلامهم منذ شهر تقريبا. حيث يأتون الى صلاة العشاء مرفوقين بعائلاتهم.  مباشرة بعد الفراغ من الصلاة يقف أحدهم داعيا للجميع ثم يخبرهم أنه و عائلته التي تقف بالخارج لاجئون سوريون و يطلبون المساعدة. و في اليوم التالي تأتي عائلة أخرى و كأنهم يحترمون الادوار التي يؤدونها باقتدار. فبعد اسبوع تعود نفس العائلة التي مرت في اليوم الأول ثم تليها العائلة التي جاءت بعدها و لست أدري هل لذلك علاقة بحالتهم التي يرثى لها فعلا أم هو استغلال لظروف طارئة او إنه استثمار في سخاء و كرم الجزائريين. أعلم أن للسوريين فضل علينا خاصة بعد قدوم الاحتلال الفرنسي للجزائر لكني أرى الأمر من زاوية أخرى. فقد قامت السلطات الجزائرية بتوفير اللازم لهم و خصصت أقامات محترمة لهم كما تكفلت بتمدرس أبنائهم فما الذي يدفعهم للتسول ؟
     النقطة الوحيدة التي عكرت علي صيامي في هذا اليوم الأول هو القهوة. فمن عادتي أن أتناول فنجانا منها كل صباح بين الثامنة و العاشرة مع مطالعتي للجرائد. فما أن دقت السعة الواحدة حتى بدأ رأسي يطالبني بالكمية التي أدمن عليها. و لما رفضت تلبة طلبه سلّط علي صداعا رهيبا لم أعرف مثله في حياتي. انتظرت بفارغ الصبرآذان المغرب لأزوده بالفنجان المعهود. 

ليست هناك تعليقات: