الجمعة، 3 أغسطس 2012

اليوم الرابع عشر: كان الله في عونهن

اليوم الرابع عشر: و مع ذلك نصوم
مر يوم الخميس حارا مع رطوبة عالية تشعر و كأنك داخل حمام بخاري. استيقظت كعادتي قبل الظهر. مكيف الهواء داخل غرفتي لم يجعلني أشعر بالحرارة حتى خرجت إلى البهو. أسرعت إلى الحمام لأتوضأ. الحمد لله على نعمة الماء. اللهم لا تحرمنا منه يوم القيامة. هكذا وجدت نفسي أدعو الله بعد أن بللت جسمي و راحت تلك البرودة تسري في عروقي. أديت صلاة الظهر و أنا أنتظر تعليمات زوجتي. "لا ينقصنا سوى ماء الشرب من الجبل". قالتها بسرعة وعادت إلى المطبخ لتسحب من الثلاجة ما تحضر به إفطار اليوم.
   الإختيار الأنسب
    ليس هذا شعار شركات الهاتف النقال و لكنه تعبير عن حسن اختياري لوقت القيلولة للذهاب للجلب الماء من ينابيع أزاون. هي منطقة تقع أسفل جبال بني خطاب على ضفاف نهر جنجن تشتهر بينابيعها الطبيعية الرائعة و منتوجاتها الفلاحية خاصة الزيتون. و اختياري لهذا الوقت يعود لتجاربي السابقة وما تعلمته منها. فالناس عادة في هذه المنطقة يفضلون شرب مياه الينابيع الطبيعية لبرودتها و خفتها و لكنهم يختارون وقتا واحدا وهو بعد العصر فتكثر الطوابير و يقل معها الصبر مع اقتراب موعد الإفطار. أملا اﻷواني يساعدني في ذلك ولدي يوسف و اغتسل مجددا و أعود إلى البيت بعد ان انتعشت مجددا فأنسى العطش و الحر الشديد. 
كان الله في عونهن.
    أدخل البيت فأجد زوجتي قد باشرت تحضير الفطور. الحرارة المنبعثة من المطبخ لفحت وجهي جعلتني أشعر بمعاناتها و خاصة انها في فترة نقاهة بعد إجرائها لعملية جراحية. و رغم اني أعفيتها من تحضير خبزنا التقليدي و أصبحنا نفطر مرغمين بالخبز الفرنسي إلا أنها أصرت على تحضيره في المنزل. مكثت في المطبخ لدقائق شعرت فبها أن نفسي سيتوقف بفعل الحرارة المنبعثة من الموقد او الطابونة كما نسميه نحن فانسحبت بسرعة  إلى غرفتي ﻷنتظر آذان العصر ثم أغادر البيت دون وجهة محددة. 
       العدل بين الأولاد
    أخرجت سيارتي بعد أن ذكرتني زوجتي أن المرطبات قد نفذت مع الحليب. التحق بي ولدي اﻷصغر شهاب والذي غالبا ما امازحه فاناديه بالطماع. فكلما رآني خارجا يتبعني كالجرو الصغير فما إن أدخل محلا حتى يتوجه ناحية العصائر و الحلويات. اقتني ما جئت من أجله دون ان أنسى مطالب شهاب طبعا. و قد جرت العادة انه إذا تسوقت في المساء فسأرتكب حماقة لا محالة فعادة ما أفقد تركيزي و هذا اليوم وجدت نفسي قد اشتريت ستة أنواع من العصائر دفعة واحدة. أصل إلى المنزل ﻷجد يوسف في انتظاري. أول ما يبحث عنه هو ما اشتريته ﻷخيه ليلومني على تفضيلي لواحد على اﻵخر. أصحح  الخطا فأعطيه مالا ليشتري لنفسه. نجلس حول مائدة الإفطار. الله أكبر. الله أكبر  ..أتناول حبة التمر اﻷولى بعد دعاء الإفطار فترمقني بنتي أميمة بنظرة لوم  " أين نصيبي؟"


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مع اني يغلب علي طابع الكسل..وقلة التعليقات في الممدونات..لكني اتابع يوما بيوم كل ماتكتب في يوميات رمضانية...رايت جزائر الشرق بعدما عشت انظر الى الجزائر فقط من الغرب..
استانست بذكرك للعادات والاكلام ومختلف الاشياء التي طابعها الجزائر فقط..
متشوقة لرؤية الجديد منك دوما..
حفظ الله اخي..
دمت بود ..