اليوم الخامس عشر: شهر أوت يشهر سيفه
مر يوم الجمعة حارا كالأيام التي مضت. شهر أوت عندنا معروف اوله بالحرارة الشديدة فقد سماه أجدادنا "الغشاة "و أعتقد انه التسمية ليست بعيدة عن الإغماء الذي يصيب الأنسان بفعل العمل تحت درجة حرارة عالية. ماهي إلا البداية و علينا أن نصبر و نحتسب و انا شخصيا لا أشعر أبدا بالعطش او الجوع فقد جربت العمل في الجنوب بأسخن مدينة في العالم و هي عين صالح -و مقارنة بمدينة الطاهير فنحن في نعمة نحسد عليها- فأصبح جسمي متعودا على الحرارة الشديدة. ثم إن مكيفات الهواء شغالة زي الفل كما يقول الإخوة المصريون و ليست هناك انقطاعات للكهرباء فالحمد لله بكرة و أصيلا.
خطبة الجمعة دعوة للصبر
الطريق إلى مسجد سيدي يحي ليس طويلا و لكن ما يؤاخذ عليه هو قلة الأشجار أو قل انعدامها رغم حاجة الناس لظلالها في الصيف و جمالها في بقية الفصول. الطريق أنشيء حديثا و هو معبد لكن الإنارة الليلية منعدمة فيه و هذه الليلة سقطت عجوز أمام عيني بعد عودتها من صلاة التراويح أثناء قطعها للطريق. وصلت إلى المسجد و كان علي الصعود إلى الطابق الثاني حيث تنعدم المكيفات و المراوح فأخذت مكاني بين المصلين و انا أتصبب عرقا. صعد الإمام فوق المنبر و اختار خطبة عجزت عن فهم دوافع كاتبها و توقيتها. تحدث الإمام عن ضرورة الصبر على المشاكل الإجتماعية و حتى السياسية " حتى و لو وُلّي علينا عبد أسود" كما قال صلى الله عليه و سلم. بل و علينا طاعة ولي اﻷمر حتى و لو طاب جنانهم أجمعين. قلت في نفسي أن لا احد أعلن العصيان و الخروج على الحاكم حتى و بغير أمر الله. فالجزائريون يئسوا من التغيير عنفا و سلميا و اوكلوا امرهم إلى بارئهم.
نفاذ المخزون مرة أخرى.
وجود زميلي في العمل في المسجد وفّر علي عناء العودة ماشيا وولدي يوسف إلى البيت. فقد دعاني إلى مرافقته بسيارته المكيفة و اوصلني حتى البيت مشكورا. لم يكن ببالي و انا في طريق العودة سوى العودة إلى غرفتي المكيفة و العمل على الحاسوب. وما إن فتحت صفحتي على الفيسبوك حتى عالجتني زوجتي بخبر نفاذ المخزون الغذائي من الثلاجة. "اللحم و الخبز و الخس و الطماطم فقط." قالتها زوجتي مركزة على كلمة فقط حتى ليعتقد السامع أنها تجبّ ما قبلها. يرافقني يوسف كعادته إلى السوق و الغاية من ذلك تعويده على حمل المشعل و التسوق بدلا مني يوما ما. أملأ قفتي و أعود إلى البيت عند العصر. لقد قررت اليوم الاهتمام بحوض اﻷسماك . و كنت قد اشتريت سمكة ذهبية لكنها أسلمت الروح بعد يومين تاركة حوالي عشرين سمكة صغيرة بحاجة لرعاية صاحب هذه المدونة. قمت بتنظيف حوضها و اشتريت لها قنينة مياه معدنية و أطعمتها. لقد اصبحت تعرفني و كلما وقفت أمامه صعدت الى السطح منتظرة غذاءها." بصحتها".


مر يوم الجمعة حارا كالأيام التي مضت. شهر أوت عندنا معروف اوله بالحرارة الشديدة فقد سماه أجدادنا "الغشاة "و أعتقد انه التسمية ليست بعيدة عن الإغماء الذي يصيب الأنسان بفعل العمل تحت درجة حرارة عالية. ماهي إلا البداية و علينا أن نصبر و نحتسب و انا شخصيا لا أشعر أبدا بالعطش او الجوع فقد جربت العمل في الجنوب بأسخن مدينة في العالم و هي عين صالح -و مقارنة بمدينة الطاهير فنحن في نعمة نحسد عليها- فأصبح جسمي متعودا على الحرارة الشديدة. ثم إن مكيفات الهواء شغالة زي الفل كما يقول الإخوة المصريون و ليست هناك انقطاعات للكهرباء فالحمد لله بكرة و أصيلا.
خطبة الجمعة دعوة للصبر
نفاذ المخزون مرة أخرى.
وجود زميلي في العمل في المسجد وفّر علي عناء العودة ماشيا وولدي يوسف إلى البيت. فقد دعاني إلى مرافقته بسيارته المكيفة و اوصلني حتى البيت مشكورا. لم يكن ببالي و انا في طريق العودة سوى العودة إلى غرفتي المكيفة و العمل على الحاسوب. وما إن فتحت صفحتي على الفيسبوك حتى عالجتني زوجتي بخبر نفاذ المخزون الغذائي من الثلاجة. "اللحم و الخبز و الخس و الطماطم فقط." قالتها زوجتي مركزة على كلمة فقط حتى ليعتقد السامع أنها تجبّ ما قبلها. يرافقني يوسف كعادته إلى السوق و الغاية من ذلك تعويده على حمل المشعل و التسوق بدلا مني يوما ما. أملأ قفتي و أعود إلى البيت عند العصر. لقد قررت اليوم الاهتمام بحوض اﻷسماك . و كنت قد اشتريت سمكة ذهبية لكنها أسلمت الروح بعد يومين تاركة حوالي عشرين سمكة صغيرة بحاجة لرعاية صاحب هذه المدونة. قمت بتنظيف حوضها و اشتريت لها قنينة مياه معدنية و أطعمتها. لقد اصبحت تعرفني و كلما وقفت أمامه صعدت الى السطح منتظرة غذاءها." بصحتها".



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق