اليوم السادس من رمضان: من أعمالهم سلط عليهم
يوم اﻷربعاء السادس من رمضان مر كعادته طويلا مملا حاولت ان أشغله بشيء مفيد. استيقظت هذه المرة متاخرا على الظهر بعد أن تأخرت في الذهاب إلى النوم حتى السادسة صباحا. اليوم سجل مقياسا الحرارة ارتفاعا طفيفا يهدد بأيام قادمة جد حارة حسب موقع اﻷرصاد الجوية. كنت أتمنى لن تدوم نعمة اﻷيام الباردة هذه و لكن يبدو اننا نستحق ما يحدث لنا فقتل اﻷخ ﻷخيه في مثل هذا الشهر نستحق عليه عقابا." و من أعمالهم سلط عليهم".
محنة التسوق
أول شيئ أُقابٍٍَِل به عندما استيقظ و بعد فراغي مباشرة من صلاة الظهر هو القفة و سيل المطالب التي لا تنتهي.و يصبح السؤال التقليدي " هل يعيش الإنسان ليأكل أم يأكل ليعيش؟ غير ذي معنى مع هؤلاء. أحمل قفتي و أخرج ناقما على من جعلني أتمنى أن لا تكون السنة كلها رمضانا بمنطق هؤلاء مع أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقول" لو علمت أمتي ما في رمضان من خير لتمنت ان تكون السنة كلها رمضان". و مع أني لا أشتهي شيئا بعينه و لا اشتري كل شيئ أشتهيه فإني أحرص على ان البّي طلبات أولادي حتى أجعلهم يحبون هذا الشهر و يعرفون قيمته بتنويع المائدة . أي أنني أشتري محبتهم للشهر بمائدته و كله من فضل الله و لست إلا سببا.
سوق الخضار...قطعة من النار.
أول ما يتبادر إلى ذهني و انا أضع قدمي داخل السوق هو وفرة السلع بكل أشكالها فأحمد الله على هذه النعم و يتبدر إلى ذهني تلك الصور التي شاهدتها على التلفزيون للإخوة السوريين في دمشق و حلب و ما يعانونه في هذا الشهر الفضيل من غياب اﻷمن و ندرة السلع. أليست سوريا اﻵن هي تلك القرية التي كانت مطمئنة يأتيها عيشها رغدا فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخوف و الجوع. اقتنيت كل ما رغبت فيه بعد ان وجدت نفسي في ورطة. طاولة الخضار على يميني لابن عمي و تلك التي يساري لجاري الجنب. اشتريت من عند هذا نصفا و من ذاك نصفا آخر و خرجت بعد ان شكراني تمنيا لي إفطارا شهيا. طبعا لهم الحق في ذلك فقد سلخا نصف ما كان في جيبي.
سوري يتسول؟ ألهذا الحد؟
خرجت أريد الجزار ﻷفرغ له ما تبقي في جيبي ضاربا عرض الحائط بحملة مقاطعة الجزارين التي لست أدري من أطلقها و لكن النظام حرص على الترويج لها لامتصاص غضب الشعب. و أنا أنتظر دوري امام الجزار سمعت صوتا من خلفي يطلب مساعدة الجزار. التفت إليه بعد ان أدركت أن اللهجة سورية فإذا بي امام عائلة سورية كاملة. شاب في مقتبل العمر مع زوجته و وولدين إثنين. الشاب يحمل جوازات سفرهم و يبحث عن مساعدة مالية عاجلة متنقلا بين المحلات التجارية. تذكرت ما قرأته عن دخول آلاف الأسر السورية للجزائر هربا من جحيم الحرب اﻷهلية فلعنت الديموقراطية التي خربت بلدا بأكمله و لعنت الاستبداد الذي هجّر شعبا باكمله. ترى مالذي سيستفيد منه السوريون بعد رحيل اﻷسد و خراب البلد؟

محنة التسوق
أول شيئ أُقابٍٍَِل به عندما استيقظ و بعد فراغي مباشرة من صلاة الظهر هو القفة و سيل المطالب التي لا تنتهي.و يصبح السؤال التقليدي " هل يعيش الإنسان ليأكل أم يأكل ليعيش؟ غير ذي معنى مع هؤلاء. أحمل قفتي و أخرج ناقما على من جعلني أتمنى أن لا تكون السنة كلها رمضانا بمنطق هؤلاء مع أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقول" لو علمت أمتي ما في رمضان من خير لتمنت ان تكون السنة كلها رمضان". و مع أني لا أشتهي شيئا بعينه و لا اشتري كل شيئ أشتهيه فإني أحرص على ان البّي طلبات أولادي حتى أجعلهم يحبون هذا الشهر و يعرفون قيمته بتنويع المائدة . أي أنني أشتري محبتهم للشهر بمائدته و كله من فضل الله و لست إلا سببا.
سوق الخضار...قطعة من النار.
أول ما يتبادر إلى ذهني و انا أضع قدمي داخل السوق هو وفرة السلع بكل أشكالها فأحمد الله على هذه النعم و يتبدر إلى ذهني تلك الصور التي شاهدتها على التلفزيون للإخوة السوريين في دمشق و حلب و ما يعانونه في هذا الشهر الفضيل من غياب اﻷمن و ندرة السلع. أليست سوريا اﻵن هي تلك القرية التي كانت مطمئنة يأتيها عيشها رغدا فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخوف و الجوع. اقتنيت كل ما رغبت فيه بعد ان وجدت نفسي في ورطة. طاولة الخضار على يميني لابن عمي و تلك التي يساري لجاري الجنب. اشتريت من عند هذا نصفا و من ذاك نصفا آخر و خرجت بعد ان شكراني تمنيا لي إفطارا شهيا. طبعا لهم الحق في ذلك فقد سلخا نصف ما كان في جيبي.
سوري يتسول؟ ألهذا الحد؟
خرجت أريد الجزار ﻷفرغ له ما تبقي في جيبي ضاربا عرض الحائط بحملة مقاطعة الجزارين التي لست أدري من أطلقها و لكن النظام حرص على الترويج لها لامتصاص غضب الشعب. و أنا أنتظر دوري امام الجزار سمعت صوتا من خلفي يطلب مساعدة الجزار. التفت إليه بعد ان أدركت أن اللهجة سورية فإذا بي امام عائلة سورية كاملة. شاب في مقتبل العمر مع زوجته و وولدين إثنين. الشاب يحمل جوازات سفرهم و يبحث عن مساعدة مالية عاجلة متنقلا بين المحلات التجارية. تذكرت ما قرأته عن دخول آلاف الأسر السورية للجزائر هربا من جحيم الحرب اﻷهلية فلعنت الديموقراطية التي خربت بلدا بأكمله و لعنت الاستبداد الذي هجّر شعبا باكمله. ترى مالذي سيستفيد منه السوريون بعد رحيل اﻷسد و خراب البلد؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق