الاثنين، 23 يوليو 2012

اليوم الثالث بعد السفر المرض

اليوم الثالث: بعد السفر المرض
اليوم الثالث من رمضان كان طويلا جدا بالنسبة لي بعد ان انهكتني وعكة صحية أوهنت أطرافي حتى أني  عجزت عن المشي. السبب هو مكيف الهواء الذي شغلته مباشرة بعد وصولي من السفر إلى سطيف. الحرارة الشديدة التي شعرب بها لم يطفئها إلا هو لكن ليس بدون مقابل. لقد قضيت اليوم كله في الفراش الذي لم أغادره إلا للصلاة أو الرد على بعض الإخوة في الفيسبوك.البارحة توفرلي شرط الإفطار اي كنت على سفر و مع ذلك لم أفطر ﻷني لم أشرف على الهلاك كما قال لي أخي محفوظ المتشدد في هذه المسألة كغيره من الجزائريين. و لا أدري بماذا تقاس درجة الهلاك و الحمد لله أني لم أهلك  و لم أفطر. أما اليوم فقد توفر لي شرط المرض و مع ذلك واصلت الصيام حتى المغرب رغم المرض الشديد  ولم يسبق لي أن فعلت ذلك من قبل . و لست هنا بصدد الفخر بما فعلت و لا المن بذلك فإني أحمد الله على أن جعلني أكمل صومي خير من أن أفطر و أضيع أجر الصيام. لكن ما أنا بصدد الحديث عنه هو قداسة الصوم عند عامة الجزائريين حتى لأنه يأتي بعد الصلاة  من حيث اﻷهمية عند غالبية الجزائريين فتجدهم يفرطون في الركن الثاني في الاسلام و هو عماده ولا يفرطون في فريضة الصيام حتى و لو كان لدبهم عذر شرعي للافطار.
إفطار جماعي أو إحياء لثقافة تكاد  تندثر
في المساء دعانا  أخي محمد لإفطار جماعي عنده نظمه لنا نحن الإخوة الذكور و اولادنا أما الزوجات و بناتهن  فاجتمعن في دار أخي محفوظ حيث أفطرن جماعيا كذلك في مبادرة استحسناها جميعا ﻷنها توطد أواصر اﻷخوة و صلة الرحم بيننا و تشعرنا و أولادنا اننا من عائلة واحدة. ادعو الله أن يتقبل منهم و يجزيهم أجر إفطار كل صائم لا ينقص منه شيء. التحقنا بعدها نحن الذكور بالمسجد لصلاة العشاء و التراويح وما لاحظته اليوم هو تناقص عدد المصلين خلاف اليوم اﻷول و نسمات الهواء الباردة التي كانت تهب علينا و نحن ننصت قراءة الإمام الذي و الحق يقال قلما يخطئ في آية كما ان صوته مريح جدا. بعد الفراغ من الصلاة عرجت غلى الصيدلية فاشتريت داء كعادتي فأنا طبيب نفسي و لا أستسيغ الذهاب إلى الطبيب إلا في الحالات المستعصية عافاني الله منها. في الطريق هالني منظر اﻷعداد الهائلة التي خرجت من المسجد رجالا و نساءا فاللهم بارك فيها و زدها يارب العالمين.

ليست هناك تعليقات: