اليوم الثاني: على سفر
يوم السبت هذا استفتحته بمكالمة هاتفية من ابن خالي عبد السلام على الساعة الواحدة ليلا يخبرني فيها عن وفاة أخيه غير الشقيق عياش بمدينة عين ولمان او Colbert كما كانت تسمى أثناء فترة الاستعمار. وﻷن والدتي رحمها الله كانت تعزه كثيرا بعد أن كفلته يتيما بعد ان فقد والدته و هو صغير خلال إقامة عائلتي بتلك المدينة هربا من البطش الفرنسي الذي سلط عليهم هنا في جيجل. الخبر بعد فنجان القهوة طّيّر النوم من عيني فعجزت عن النوم. تقلبت على الفراش عدة مرات و لكن النوم أقسم أن يجافيني وزاده سطوة إيقاظي من طرف أبني يوسف إسلام للسحور بعد أن كدت أغفو. نهضت من الفراش و تناولت طبقا من طاجين الحلو القسنطيني الذي تعده زوجتي بمهارة مع كسرة المطلوع و بعض العنب اﻷسودالذي تنتجه مزرعتي السعيدة. اتجهت بعدها ﻷخبر أخي محفوظ بالخبر غير السعيد لنتفق على السفر لحضور جنازة ابن خالي عياش صديق طفولته.
الطريق إلى عين ولمان.
انطلقنا بسيارتي غير المكيفة في عز هذا الحر على الساعة التاسعة و النصف متأخرا طبعا ﻷنه كان علي تبديل زيت محركها فكان علي انتظار صاحب محل الزيوت الصناعية ليفتح محله على الساعة التاسعة و الربع. بدلت الزيت و ماء المحرك و انطلقنا نشق عباب الطريق وسط حرارة شديدة خاصة عندما وصلنا إلى حدود ولاية ميلة. الرياح كانت تهب ساخنة فكانت تلفح وجوهنا بسياطها فتزيدنا عطشا على عطش. كنت أعتقد اننا سنصل باكرا و لكن الممهلات التي وضعت على الطريق بعشوائية كبيرة عطلت سيرنا و زادت من محنتنا ﻷننا كنا نسير بسرعة منخفضة وسط حرارة شديدة. وصلنا إلى الطريق السيار و قد قاربت الساعة الواحدة ظهرا أي بغد ان وصلت الشمس إلى كبد السماء فأصبحت تجلد كل من لا يملك مكيف هواء بسياره بلهيبها.
بين شلغوم العيد و العلمة
موت و حياة
وصلنا إلى عين ولمان بعد ان أنفضت الجنازة و تم دفن ابن خالي عياش في مقبرة بعيدة عجزنا عن الوصول إاليها. قدمنا التعازي إلى أبنائه و كانت لنا فرصة للتعرف على أولاده الذين لامونا على عدم تبادل الزيارات و جهلنا لبعضنا البعض. أما أخي محفوظ فكانت فرصة له للتعرف على أصدقاء طفولته في سنوات 1958 إلى 1962 كما أراني البيت الذي كانت تقيم فيه عائلتنا حيث ولد أخي اﻷوسط محمد.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق