300 مليار أجور نواب الشعب الجزائري و 100 مليار صفقة لشراء سيارات للبرلمان أما نحنالشعب المطحون فلنا طوابير البريد التي ﻻ تنتهي و سقف السحب الذي ﻻ يجب يجب أن يتجاوز 20000 دينارا.اشتريت جريدة الخبر التي أواظب على قراءتها يوميا و أخذت مكاني في طابور المنتظرين أمام شباك البريد بحي اولاد سويسي.كانت الساعة تشير إلى 8:45 حين دخلت مكتب البريد.مجموع المنتظرين يتجاوز ال200 حسب الصكوك الموجودة امامي.قرأت الجريدة و أعدت قراءتها خاصة عنوانها المثير الذي بدأت به مدونتي لهذا اليوم'' 300 مليار أجور نواب الشعب'' ومن حين لآخر يقاطعني أحد الشيوخ او الكهول ﻷملأ له شيكه لكونه أميا. من حين لآخر يدخل شرطي مرتديا لباس العمل أو الزي الرسمي ليشق طريقه بين الصفوف و العيون تنظر إليه ساخطة بينما يعتقد هو أن الناظرين إليه إنما من فرط إعجابهم بهيئته فيضع بطاقته امام الجميع. يسحب ماله و يخرج بين الصفوف متبخترا كقائد عسكري يستعرض قواته.يحين دوري بعد أن كنت استمعت الى تعليقات قطعان الجمهور و انا واحد منهم و كلهم له شكوى واحدة لماذا تجبرني الحكومة على سحب 20 الف دينار رغم أن رصيدي به ضعف المبلغ؟ ثم يضيف آخر و لماذا ﻻ يفعلون ذلك مع القبائل في بجاية و تيزي وزو؟ قبل أن تبدأ الموظفة في صرف أجرتي تنتبه الى أن السيولة قد نفذت فتغادر المكتب و ذلك من سوء حظي. غياب الموظفة لم يطل و ها هي تعود و بين ذراعيها مبالغ أقسم أن جميع من كان بمكتب البريد قام بعدها لكبر حجمها رغم أنها من فئة ال200 دينار التي يخيل لكل من يراها أنها أوراق رجل الكهف الذي أرسله أصحابه الى المدينة لياتي لهم بالطعام بعد أن أوصوه بأن يتلطف و ﻻ يشعرن بهم أحدا. يقسم من كان أمامي مدعيا أنه رأى بأم عينيه أوراق عملة الصومال و أنها أجمل و أنظف من أوراق نقدنا.تمنحه الموظفة البلغ المسموح به 18000 دينارا :حزمة أوراق و معها 2000 دينارا قطعا نقدية فهمست في أذنه حذار من الكاميرا الخفية لم يفهم الرجل ما قلت و غادرني مبتسما ابتسامة صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين. جاء دوري حين دقت الساعة العاشرة و النصف. تسلمني الموظفة الكاسكروط نتاعي و هو عبارة عن حزمة من الأوراق النقدية مصحوبة بلفة من القطع النقدية. نويت أن أبدأ العد. بللت أصبعي بريقي الذي نشف من طول الانتظار و ما إن أمسكت الورقة الأولى حتى تمزقت بين يدي. تراجعت عن العد و وضعتها في جيبي و خرجت باتجاه قطيع الغنم بعد أن تركت قطعان البشر تنتظردورها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق