يوم الأحد 3 أكتوبر يوم و ﻻ كل اﻷيام. انتظرت قدومه طويلا ﻷن ابني شهاب الدين سيلتحق بالمدرسة ﻷول مرة. يبلغ من العمر 5 سنوات هزيل الجسم ضعيف البنية دائم المرض. التهابات الحنجرة ﻻ تكاد تفارقه فما ان يشفى من إحداها حتى تعاوده أخرى مصحوبة بحمى. التحليل الطبية الت أجريتها له أدخلت الشك الى قلبي رغم تطمينات الطبيب بودﻻعة الذي يتابع حالته. فالبقع الحمراء التي تسجل ظهورها بين الفينة و اﻷخرى على جلده مع الحمى و التهابات حنجرته المتكررة تجعلني أشك في إصابته بمرض خطير و العياذ بالله.
ومع ذلك فالطفل شديد الذكاء فإضافة الى تمكنه من كتابة اسمه بالعربية و بالاحرف اللاتينية و طريقة استخدامه للكمبيوتر و بحثه عن الالعاب على الانترنت و تحميلها على الكمبيوتر ثم اللعب بها اضافة الى اتقانه لليوتيوب و بحثه عن فيديو اغاني الفريق الوطني بل و يفرق بين نظامي اللينوكس و الويندوز و يقوم بتشغيلهما كيفما شاء و باي لغة شاء.
شهاب الدين طفل هادئ و سخي ﻷقصى درجة ما يجعله محبوبا من طرف الجميع و لذلك أحبه أيضا حبا شديدا كما أنه يحبني و ﻻ يكاد يفارقني منذ ان أدخل بالسيارة بعد العصر الى غاية مغادرتي للمنزل متوجها للمسجد لصلاة العشاء.
استيقظت باكرا يوم اﻷحد فبعد عودتي من المسجد بعد صلاة الصبح شغلت التلفاز و بقيت اغالب النعاس حتي طلع النهار. الساعة السابعة اﻻ ربع أيقظت الجميع مبتدءا بشهاب الذي خلد الى النوم مباشرة بعد أخذه لحمام ساخن اتعبه و دفعه الى النوم باكرا على غير عادته.
لبس ثيابه الجديدة مع مئزره اﻷزرق و تناول فطوره الذي حضرته له بنفسي ثم خرجنا سويا و هو فرح مسرور و متشوق ﻻكتشاف عالم المدرسة الذي طالما سمع اخوته يتحدثون عنه. و ربما كان فرحا ﻷني و عدته بهدية في الطريق كما أفعل دائما معه . سألته ماذا يود ان أشتري له فرد علي '' لمجة''فقلت له ساخرا '' هذي برك؟'' ''ساهلة جدا'' فرد علي بلغته الذكية '' ماﻻ كي ساهلة هاشريهالي'' دخلنا ال محل للمواد الغذائية و طلبت منه ان يختار ما يريد...ملأ محفظته و خرجنا مسرعين ﻷن الوقت كان قد داهمنا. دخلنا الى مقر جمعية الارشاد التي تتولى تسيير هذه المدرسة و تشتهر بجدية معلماتها و حسن تربيتهن لﻷطفال. جلس على كرسيه و بقي يدقق في وجوه التلاميذ فناديته ان يا شهاب '' هل يمكنني الذهاب الآن؟ فرد علي ملوحا بيديه باشارة الوداع.
خرجت من هنالك الى المنزل حيث كانت والدته في انتظاري. '' كيف تركت الولد؟'' و '' هل بكي بعدما تركته'' فطمأنتها أن ﻻ تحزني و ﻻ تقلقي عليه فإذا خفتي عليه فابقيه في المنزل. دعي الطفل يواجه الحياة . انها مجرد خطوة صغيرة.
اللهم اشفه و عافه و احفظه و وفقه و جميع أوﻻدي.
آمين
آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق