الجمعة، 6 أبريل 2012

انتهى الدرس

الخامس أبريل كان خميسا عاديا. بدأت عملي على الساعة التاسعة. دخلت قسم النهائي العلمي فوجدت أن جميع التلاميذ الذكور قد غابوا اوانصرفوا بعد أن درسوا مادة العلوم الطبيعية. طبعا هم يعتقدون انهم يتصرفون ببراغماتية قل نظيرها. مادة العلوم الطبيعية بالنسبة لتلاميذ الشعبة العلمية مهمة جدا ليس بسبب مضامينها و لا بسبب غزارة معلوماتها و لكن فقط بسبب معاملها المعتبر في شهادة البكالوريا أو امتحان الثانوية العامة كما يقول الإخوة في المشرق العربي. ولعل ما يثير دهشتي هو الطريقة التي ينصرف بها التلاميذ قبل أن أصل إلى حجرة الدرس. هناك من التلاميذ من يسرع بالانصراف خشية أن أصل فأحرمه من الخروج وهناك من يختبئ في مكان ما حتى لا أراه حين ينصرف حتى يتجنب مواجهتي خجلا من تصرفه. و رغم أني لا أعاتب أحدا على غيابه إيمانا مني بمبدأالحرية والمسؤولية إلا أني أحتار في تصرف هؤلاء . فالقوم في مكان ما يدفعون أموالا طائلة من أجل تعلم اللغة الإنجليزية بينما هؤلاء هنا ينفرون منها. لقد أخبرنا مدير مركز برليتز في العاصمة أنهم عاجزون عن تلبية طلبات من يريدون تعلم اللغة الانجليزية في العاصمة رغم ما يفرضونه من أسعار و شروط لا تتوفر إلا في ذي أموال و أعمال. 
دخلت القسم و أخذت مكاني على مكتبي متفحصا في تلك الوجوه البريئة و غير البريئة. كنت سأسألهن عن سبب بقائهن في القسم عدم مغادرتهن مثل رفاقهن و لكني تراجعت. فتحت محفظتي و أخرجت ممسحة السبورة. نهضت طالبة بكل عفوية وتقدمت لمسح السبورة اما الأخريات ففتحن كتبهن و أقبلن على الدرس بكل عفوية و نشاط. لم أشعر إلا و جرس الراحة يدق. انتفضت الطالبات بسرعة وجمعن أدواتهن وأسرعن يتسابقن نحو الساحة و كأنهن سجينات أطلق سراحهن للتو.

ليست هناك تعليقات: