السادس من أبريل يوم جمعة. استيقظت هذا اليوم على صوت ابني يوسف يطالب بمصروفه. إنها السادسة صباحا. نسيت أنه على موعد مع حصة التدريب رياضة الكونغ فو التي يمارسها منذ خمس سنوات. رميت له قطعة ال50 دينارا تحت الباب و عدت للنوم بعد أن سمعت زخات المطر وهي تجلد نافذتي. أسرعت للعودة الى الفراش بعد أن أحسست ببرودة تسربت إلى قدمي بسرعة رهيبة.

عاد يوسف من قاعة الرياضة و أعاد إلي ما تبقى من مصروفه. طلبت منه أن يبقي عليه و لكنه رفض لأنه أخذ ما يكفيه هذا الأسبوع. شكرته على تصرفه معي فاستغل الفرصة و سبقني إلى جهاز الحاسوب بعد ان تنازل له أخوه شهاب عنه مرغما لا بطلا.
بقيت انتظردوري حتى جاءت الفرصة المواتية او هكذا اعتقدت. جاءت أم يوسف و أمرته أن ينزل الى الطابق الأرضي ليغتسل لصلاة الجمعة. رفض في البداية و لكن غضب أمه جعله يرضخ للأمر الواقع. فرحت لصرامتها مع اولادها و شكرتها على ذلك لكنها أفسدت علي فرحتي. "أريد تنظيف الغرفة و مسح الغبار الذي علق على مكتب الحاسوب...هيا أخرجا أنت وشهاب و لا تعودا إلا لأخذ دوركما في الحمام للاغتسال لصلاة الجمعة".
لعنت الشيطان الرجيم و خرجت إلى الشارع. إنه يوم الجمعة . تذكرت زيارة قبر أمي رحمها الله فتوجهت إلى المقبرة غير بعيد عن بيتي. و قفت أمام قبرها و قرأت الفاتحة ثم دعوت الله ان يغفر لها و و يرحمها و يعفو عنها. عدت إلى البيت و اغتسلت ثم خرجت مع يوسف أريد المسجد. كنت حزينا جدا بعد أن زرت قبر أمي و لكن خطبة الإمام نزعت ما بي من هم. لقد انتقي خطبة اعتقدت أنه علم ما بي فارتجلها عن الصبر والصلاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق