
اليوم الثاني من رمضان. يوم ذو حر شديد. ليلة البارحة كانت متعبة جدا حتى أني عجزت عن تأدية صلاة التراويح و بقيت في المنزل. انشغالي بتهيئة المنزل أنساني سهراتي مع أصدقائي فاتح و رشيد و محمد بقرية ظهر وصاف أين كنا نجتمع كل ليلة حول مائدة نزينها بأطباق فواكه شتى يحضرها كل واحد منا أما فاتح فعليه بأطباق الحلوى و الماء البارد من نبع جبلي صاف. التحضيرات في البيت لحفل ختان ابني شهاب جارية على قدم و ساق. نهضت باكرا و توجهت عند الجراح لتأكيد موعد عملية الخاتن ليوم الخميس على الساعة الحادية عشرة إن شاء الرحمن. عدت بعدها للمنزل و قمت ببعض أشغال الكهرباء بعد أن يئست من قدوم البناء الذي و عدني أمس بأنه سيأتي لإ كمال بعض اﻷشغال التي عجزت عن إكمالها كوضع البلاط. دخلت بعدها الى غرفتي و ألقيت بجسدي المنههك العطشان على السرسر و ماهي سوى لحظات حتى ذهبت في نوم جد عميق لم استفق منه إلا على صوت زوجتي و هي تذكرني ببعض المشتريات. نظرت إلى الساعة فوجدتها الواحدة ظهرا. عجزت عن النهوض بسبب التعب الذي شعرت به لكني تذكرت قوله تعالى - و إذا قاموا للصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس - فنهضت بسرعة . عدت إلى الفراش بعد أن أديت الصلاة و شغلت المكيف و ما إن غفوت قليلا حتى دق الباب من جديد. إنه ولدي يوسف يخبرني بقدوم البناء. لعنت الشيطان الرجيم و قلت في نفسي ألم يجد إلا هذا الوقت للقدوم؟ أخرجت السيارة و ذهب لإحضار الرمل و الإسمنت و عدت بها إليه. كانت الساعة تشير الى الرابعة و الربع حين أنهى البناء تبليط البيت و قبض ثمنه فورا و غادرا بعد أن ترك لي بعض الخليط من الخرسانة و أوصاني به خيرا. صليت العصر و انطلقت في اﻷشغال. صعدت زوجتي فوجدت أن البيت الذي حرصت على تنظيفه في الصباح و ترتيبه قد عاد الى سيرته الأولى. فوضى في كل ركن.كنت سعيدا أني أنهيت الخليط لكني كنت حزينا ﻷني ضيعت الشوط الثاني من القيلولة بعد أن وعدت زوجتي بتنظيف المكانرأفة بها و ليس خوفا منها. أما هي فقد كافأتني بخبز كسرة الخميرة التي أحبها في رمضان مع شربة الفريك. عدت الى الغرفة بعد ان اغتسلت طامعا في غفوة قليلة و لكن آذان الإفطار كان أسرع مني و الحمد لله أني أكملت اليوم الثاني بعد أن أشرفت على السقوط من شدة العطش و التعب. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق