
- إلى اين يا أمي؟-
-سيقتلني الإنتظار يا بنيتي. ابني الوحيد في خطر ساعود الى المعتقل و أسلم نفسي
-سوف نعود معك يا أمي
ما الذي تقولينه يا حفصية؟ زوجي معه...لا تتركنني وحدي هكذا ...فلننتظر فلربما يعودا بعد الظهر.
.لن يتركه الفرنسيون إذا علموا بهروبنا-
تدخل زكية مسرعة و تقطع حديثهن.
-أمي أمي...أرى شخصا قادما هناك باتجاه المنزل
تقفز جدتي باتجاه الباب تتبعها عمتي خضرة ثم والدتي فعمتي حفصية.
- إنه الشيخ عمر..لقد عاد يا امي. هرولت جدتي مسرعة بالتجاه الشيخ عمر.
- أين ولدي علي؟ اين تركته؟ هل قتله الفرنسيون؟ هل مات علي؟
- كلا..هو حي يرزق. اعتقله العسكر الفرنسي بعد أن علم بهروبكن.
- ولدي علي...غبني على ولدي.تقترب النسوة على استحياء شيئا فشيئا لسماع المزيد. لم يسبق لهن ان وقفن امام هذا الشيخ الوقور. لقد بدت عليه علامات الضرب حيث فضحته تلك الخدوش على رقبته و ووجهه. طلب الماء فقد جاء مسرعا.
- اسرعن بالإختباء. لقد تركتهم يستعدون لعملية تمشيط واسعة. أعرف أن الدروب و المسالك وعرة لكن عليكن بالهروب اما علي فله رب يحميه. يالله...اسرعن...
- ولدي علي.. سيقتلوه لا محالة...كيف أنجو بنفسي وولدي في اﻷسر؟ كلا سوف أذهب اليهم و أسلم نفسي.
- لن يفيد ذلك صدقيني. لقد طمأنني سي المختار بن فنور الضابط الجزائري في المعتقل الفرنسي ان لا خوف عليه. لقد كان يترجم لنا ما كان الفرنسيون يقولونه. ثم خاطبني على غفلة منهم انه سيفعل ما يستطيع لحمايته...ثم أنه ليس الوحيد الذي اعتقل...هناك ايضا ابن عم له.خذن بنصيحتي و اهربن...لقد رأيت أرتالا عسكرية بالقرب من مطار اﻷشواط تستعد للتحرك هيا لم يبق وقت.
- هيا يا أمي ...أسرعن ...ساوقظ الصغار و أجهز لكن بعض التين و الذرة و القسطل. على بركة الله يا أمي...هيا يا الضريفة يا حفصية يا زكية....تبقين على خير.
- -والله يا بنتي خضرة لا أعلم أين سنذهب مرة أخرى.
- احذرن الذهاب الى قريتكن بأولاد يسعد...سيبحثون عنكن هناك..ثم أن عليا أخبرني أن اﻷهالي قد نهبوا بيتك يا نسيبتي و لم يتركوا شيئا...لا داعي للذهاب هناك...توكلن على الله.
- عمتي ..فلنذهب لرأس الواد عند اختي فاطمة. لن يصلوا الى هناك و سنكون في مامن.
- الطريق طويل ياضريفة لكن الفكرة جيدة
- - زوجة اخي على حق يا امي...فلنذهب شرقاالى راس الواد
- - هيا على بركة اللهتنطلق الرحلة من جديد و معها يصل صوت الطائرات العسكرية الفرنسية و هي تستعد للإقلاع من مطار اﻷشواط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق