الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

حدثنا عمار السطايفي قال...


ليلة الإثنين التاسع و العشرين من شهر نوفمبر ليلة طويلة عاصفة.أيقظتني ريحها على الساعة الرابعة صباحا بسبب صوت باب حديدي يؤدي الى الطابق العلوي. صوت الباب تحركه الريح مجيئة و أيابا يشبه صوب أبواب أفلام الرعب. خرجت من غرفتي أريد غلق ذلك الباب معرجا على غرفة الأولاد ﻷطمئن عليهم فوجدت أميمة مستيقظة تراجع لإمتحان الصباح. فلمتها على عدم الخروج لغلق الباب فردت علي بصوت خافت'' لقد خفت يا أبي''. و بقدر غضبي من تبريرها تفهمت شعورها البريء فحكايات شيوخ و عجائز مجتمعنا لا تخلو من خرافات و أساطير حول الجن ما أنزل الله بها من سلطان. أتذكر يوم كنت أعمل في عين صالح المدينة القابعة وسط صحرائنا الشاسعة اني كنت أسمع العديد من القصص حول هذا الموضوع.
تعودنا أنا و بعض زملائي الاساتذة أن نتوجه الى مقهى بوسط مدينة عين صالح بعد نهاية العمل كل مساء. اتذكر منهم ملك الفكاهة عمار السطايفي و عبد الكريم بن قاضي العاصمي و محمد محرش التيارتي. كنا نتبادل أطراف الحديث و نناقش قضايا الساعة قبل أن ننصرف الى بيوتنا قبل المغرب بقليل.
و كان عمار السطايفي ﻻ يدع شيئا او شخصا يمر أمامه إلا و علق عليه و كنا ننفجر ضحكا كلما أطلق تعليقا.و مرة كنا جالسين حول طاولة إذ مر أمامنا رجل نعرف أنه موظف بشركة الخطوط الجوية الجزائرية. كان هذا الموظف طويل القامة نحيل الجسم أبيض الشعر أسمر البشرة عبوس الوجه.كنت أدرك أن عمارا معلق على هذا المنظر لا محالة فانفجرت ضحكا قبل أن يكمل تعليقه. يتساءل عمار عن سر عبوس وجهه الدائم فيجيبه صاحب المقهى الذي جلب كرسيا و جلس بجانبي: '' يا شيخ هذا حكايته حكاية.ربما لاحظتم يا معشر الاساتذه أثناء سيركم في أزقة عين صالح أن نسوة هذه المدينة يتخلصن من ماء الغسيل برميه في الطريق العام. و هذا الماء غالبا ما يكون عبارة عن سحر يصيب من يطأه بقدمه فيصبح جسده مسكنا للجن و العياذ بالله. ,اخوكم هذا الذي كنتم تسخرون منهم أحد ضحايا هذا السحر. فقد حدث له مرة أن وطأ بقدميه على ذلك الماء ثم فجأة اخد يجري و يصيح طلبا للنجدة. واصل الرجل هروبه باتجاه منزله حتى إذا دخله فر الى غرفته و اوصد الباب و هو يصيح و يطلب أن يتركوه و شأنه. أطلت زوجته من ثقب الباب فرأت الرجل يتصبب عرقا و يرتعش خوفا فترجته أن يفتح لها الباب فرفض. نادت المرأة على إخوته و والديه فتجمعوا حول الباب و طلبوا منه فتح الباب فرفض و هو يصيح '' اتركوني اتركوني, لم أفعل شيئا , دعوني و شأني''
فكر أبوه و نظر و بصر فقال'' إن هذا إلا سحر يؤثر. إذهب يا بني و أحضر لأخيك إماما يخلصه من هذا.'' جاء الشيخ الإمام و بدأ في ترتيل بعض الآيات أمام باب الغرفة ثم خرج إليهم و هو يقول'' الأمر بسيط, إخواننا الجن غاضبون من إبنكم ﻷنه مر على منطقة مبللة بماء الغسيل و عليها كانت أمرأة من الجن بصدد وضع مولود. و قد عفس برجله على رقبة الطفل الجني فغضب أهله من تصرف ابنكم فجروا وراءه يريدون الإنتقام منه.و قد طلبت منهم أن يتريثوا و ينتظروا لعل الطفل الجني ينجو فقبلوا''. و فعلا انصرف الجن بعد أن علموا أن ابنهم نجا من الموت.
استمعنا بكل جوارحنا للقصة و ما شعرنا إلا و المؤذن يرفع آذان المغرب. قطعنا الشارع الأول و البعض ممن تـأثر يراقب موضع قدميه. و صلنا الى مفترق الطرق بقصر المرابطين فمددت رجلي ناويا ان أمر الى الرصيف الترابي فقفز علي عمار السطايفي قفزة كاد أن يوقعني أرضا و هو يصيح'' و اشبيك آ الجيجلي؟انظر حيث تضع قدمك. اﻵ ترى معي أن الأرض مبلله؟ فربما الجنية بصدد وضع مولود هنا. ربما أنت قادر على الهروب أما أنا فسيقتلونني هنا'' انفجرت ضاحكا من كلامه و قلت له'' يا عمار تلك امرأة عجوز و هي عاقر فلا تخف''.

هناك تعليق واحد:

waZo يقول...

ههههههه جميل
الجن حقيقه و ورد ذكرهم بالقرآن ونحن مسلمسن نصدق ما يخبرنا به الله و رسوله صلى الله عليه وسلم
لذا قد تكون تلك القصه واقعيه فعلا
كثيرا ما نسمع عن قصص الجن الذين يتلبسون شخصا والاسباب مشابهة لما ذكرت
منهم من احرق طفلآ جني بالماء السآخن ومنهم من دهس جنيا ... الخ من هذه الوقائع
وسمعت قصة اخرى عن حادثه مثل هذه عندما اخذوا يقرأون القرآن على الشخص المسكون بالجني كان الجني يقول ان انتم يا معشر الانس لديكم سلآح او حامي يحميكم من اذآنا ولكنكم تغفلون عنه
فقط لنقول بسم الله الرحمن الرحيم قبل ان نهم بعمل شي