الخميس، 25 نوفمبر 2010

يا بني إني حملت الصخر فلم أجد أثقل من الدين


يوم الخميس لم يحمل جديدا سوى أني شعرت بإرهاق رهيب بعد يومين شاقين قضيتهما في التدريس بين الجامعة و الثانوية . 13 ساعة تدريس في يومين شعرت فيها أن ظهري سيقصم و أن قدماي لن تتحملاني مجددا. يوم الثلاتاء كان أول يوم لي بجامعة تاسوست حيث قدمت أول درس لي مع فوجين مختلفين من السنة الثانية قسم اللغة الانجليزية. و لأني أحب الكتابة و المطالعة فقد تم تكليفي بمقياس أحبه كثيرا و هو مقياس التعبير الكتابي أو تقنيات الكتابة الاكاديمية.و الحمد لله أني لم أجد أية صعوبة في تقديم الدرسين رغم أن التعب نال مني. عدت في المساء الى المنزل و تناولت عشائي مع الاولاد ثم اتجهت مباشرة الى مقهى صديقي ياسين حيث اعتدنا على متابعة مقابلات فريقنا المفضل ريال مدريد. كان رشيد و محمد قد سبقاني و حجزا لي مقعدا بجانبهما. المقابلة كانت رائعة استمتعنا فيها بفريق ملكي عاد بنا الى زمنه الجميل. عدت الى المنزل مباشرة بعد نهاية المقابلة ولم انتظر تحليل المقابلة مع أصدقائي ﻷن نتيجة المقابلة كانت غنية عن كل تعليق و تحليل.
العودة الى المنزل لم تكن تعني الخلود الى النوم و لكن تحضير درس الغد في الجامعة. و لم أكمل التحضير الا بعد ان دقت الساعة منتصف الليل بعد أن أنهكني التعب بحثا عن المصادر على شبكة الانترنت.قمت بتشغيل التلفاز و برمجت قناة فرنسية و ماإن شرعت في البحث بين القائمة حتى ذهبت في نوم عميق.
يوم الاربعاء يوم طويل أيضا و فيه رحلة بين تاسوست و تاسيفت و المسافة بينهما أقطعها في أقل من نصف الساعة و لكن بينهما مشاغل كثيرة و تعب كلها حياة. في المساء انتهيت من التدريس و لبست ثوب الحفار. اتجهت بالسيارة الى منطقة الحمّارة بأعالي جبال تكسانة ﻷجلب صخورا أستعملها للديكور في بيتي. ولم اعد الى البيت الا بعد أن أرخى الليل سدوله. وجدت أحد معارفي قد سحب أجرتي مشكورا من مكتب البريد بعد ان عجزت عن ذلك لمدة عشرة أيام. لم أضيع و قتي و اتصلت بكا من أقرضوني أو أمهلوني و سلمت لهم أمانتهم و عدت الى بيتي مرتاح البال متذكرا قول أحدهم يوصي أبناءه''__________________
ذقت الطيبـات كلها، فلم أجد أطيب من العافية
ذقت المرارات كلها فلم أجد أمر من الحاجة إلى النــاس
و حملت الصخر و الحديد فلم أجد أثقل من الدَّين
. و فعلا شعرت براحة أنستني تعب اليوم رغم أني حملت الصخر لاني ببساطة و ضعت عني ثقل الدّين. أديت صلواتي و أعنت أبنائي على تحضير امتحانهم ثم القيت بجسمي على سريري و لم أشعر إلا و منبه الهاتف يرن معلنا صباح يوم الخميس يوما جديدا.

ليست هناك تعليقات: