الجمعة، 19 نوفمبر 2010

كول الشخشوخة قبل ما تشوف بن شيخة



مشهد رقم 5

ثاني أيام العيد يوم اربعاء. برد شديد يبعث على الاستمرار تحت الزاورة.أسمع زوجتي تكلم أهلها في القل فأعرف أنهم قادمون لزيارتنا. يجب علي النهوض لتقطيع الخروف و تقسيطه الى ما ينبغي أن يهدى و يُتصدق به أما الباقي فالرأس للرئيس.ما أن أشرع في العملية حتى يدخل رؤوف و ينقذني من الورطة. اتصال هاتفي بابن عمي عبد الله الجزار يكفي ليأخذ الكبش و يعود به بعد سويعة مقطعا مُشرشمًا كما تشتهيه الأنفس.أتحول إلى مهمة اخرى و هي تحضير قضبان الشواء و هي العملية التي أتقنها جيدا و لا أعتقد أن هناك من ينافسني فيها. فأن ل أكتفي بقطع اللحم و الشحم بل أضيف إليها قطعا من الطماطم و الفلفل فتحصل على منظر يفتح الشهية و هناك من يتناول الغداء بمجرد النظر إلى قطبان شوائياللذيذة الزاهية الألوان. الساعة الحادية عشرة يحل أول ضيف و هي عمتي حفصية قادمة من الدكارة. تجلس معي في المطبخ فأسألها عن أحوالها لتبدأ في سرد حكاياتها التي ﻻ تنتهي مع أولادها و أحفادها. أستمع ايها بينما أواصل رصف قطع اللحم مع قطع الشحم ثم قطع الطماطم فقطع الفلفل و من حين ﻵخر أضيع الترتيب بسبب تفصيل بسيط في حكاية عمتي رغم أني أعرف كل ما قالته و ما تقوله و ما سوف تقوله حين تأتي لزيارتنا في المرة القادمة. و لست هنا أدعي معرفة الغيب و لكني حفظت حكاياتها عن ظهر قلب و الفرق البسيط هو تغير التفاصيل.

يصل أصهاري من القل فيدب النشاط في البيت. جاء والد زوجتي و هي توقره و تعزه كثيرا فتحضر في سرعة عجيبة مائدة الطعام. بعد الظهر أشعر بتعب شديد أو أدعيته ﻷدخل غرفتي و أتسلل تحت الزاورة من جديد و ما إن أغمضت جفني حتى رن جرس الهاتف.أتعمد عدم الرد و لكن الرجل مصمم على إيقاظي. أفتح الهاتف ليفجأني قريبي بطلب غريب. '' أعطني رقم فلان لقد ضيعته'' أكتم غضبي بداخلي و أرد '' حاول مرة أخرى و ستجده''. ثم أضطر للإتصال مرة ثانية بعد أن طار النوم من عيني و من الغرفة تماما. أحاول العودة الى النوم و ما إن غفوت مرة ثانية حت دخلت زوجتي. '' ضيوف جدد يريدون تهنئتك بالعيد''.إنه الحاج الطيب شيبوط و زوجته. ضيوف أعزاء علي فالحاج الطيب و زوجته هما من تكفلا بوالدتي رحمها الله حين أدت فريضة الحج ثم رافقتهما في رحلة العمرة الطويلة من الجزائر الى تونس الى الاردن فالمدينة المنورة ثم مكة.رحبت بهما أيما ترحيب و شكرتهما على الزيارة. بعد صلاة العصر بدأت تطبيق برنامج الزيارة الذي ألغيته بالأمس و كانت أختي فتيحة أول محطة فالواجب أن أبدأبها ﻷنها أولى بهدية العيد أو نصيبها من الخروف. لم أطل الزارة و ذهبت مباشرة الى بازول لزيارة عمتي زكية. و ما أن سألتها عن أحوالها حتى بدأت في سرد مشاكلها التي لا تنتهي فأضطر الى اختصار الزيارة رغم أن سمعت صوت زيت القلي في المطبخ و رغم الحاح أوﻻدها أصررت على المغادرة بعد أن شكرتهم و تمنيت لهم دوام الصحة و العافية. المحطة الأخيرة هي زوجة خالي في زعموش خالتي لويزة. لم أكن اريد البقاء طويلا و لكن ألحاحها و ولدها ياسين أجبرني على البقاء للعشاء. تنولنا طبق الشخشوخة لى الطريقة الجيجلية و خرجت مسرعا قاصدا مقهى صديقي ياسين. القابلة بين المنتخب الجزائري و منتخب اللوكسمبورغ انطلقت منذ قليل و انتهت كما بدأت. الله يرحم أيامك يا سعدان و الله يرحم أيام أم درمان.المزية كانت فيه الشخشوخة.

ليست هناك تعليقات: