إلى يمّـا في ذكرى رحيلها

بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم مرت سنة كاملة على رحيل أغلى و أعز أنسانة على فلبي. في مثل هذا اليوم النهار و بينما كنت أجهز نفسي للذهاب لزيارتها في المستشفى الذي دخلته في شبه غيبوبة بعدما عانت ما عانت من آﻻم المرض الخبيث الذي نهش اغلبية أعضائها تلقيت مكالمة من بنت خالي نجاة الطبيبة التي كانت تتابع حالتها. ما إن رأيت رقمها حتى ارتعدت فرائسي. اللهم اجعله خيرا قلت في نفسي . طلبت مني بنت خالي ان التحق فورا بالمستشفى ﻷن أمي تحتضر. ﻻ زلت لحد اﻵن أجهل كيف وصلت إلى المستشفى لكني ما إن رايت أختي الكبرى مغرقة في البكاء أمام غرفتها حتىتأكدت أن أمي تغادرنا الى غير رجعة . دخلت الى غرفتها فوجدتها تنازع الرمق اﻷخير .. ناديتها أن يا أمي ..يما ...يما ... لم ترد علي ...لمست وجهها فوجدته باردا ...إنها النهاية....قمنا أنا و أخي محمد بالاجراءا ت اللازمة ﻻخراجها من المستشفى . حملناها فى سيارة الاسعاف و عدنا بها الى المنزل . لم يغادر بصري وجهها ﻷني كنت غير مصدق...مستحيل أن تكون هذه الجثة ﻷمي ...مستحيل ان تغادرينا بهذه السرعة و هذه الطريقة. عدنا الى المنزل ...رفعنا نعشها الى بيتي التي أبت أن تغادره اﻻ الى مثواها اﻷخير . ... كتمت حزني و بكائي حتى فرغوا من غسلها و تركوها لوحدها في غرفة الاستقبال...دخلت و أوصدت الباب ورائي وانحنيت أمامها ...أخذتها بين احضاني ...ضممتهاإلى صدرى ضما شديدا دعوت لها دعاء خفيا و رجوتها أن تسامحني و لم أشعر اﻻ و ايديأقاربي تنتشلني من عليها. أخرجوني من تلك الغرفة .أخذناها الى المسجد اين صليت عليها صﻻة العصر و من هناك الى المقبرة التي تجاور منزلنا. عدنا الى البيت بعد دفنها ...تلقيت تعازي الاهل و الاصدقاء. قبل منتصف الليل خرجت مغادرا الى الشارع حين شعرت بسقوط المطر غزيرا ...خرجت لمشاهدته ﻷني شعرت أن ذلك المطركان ﻷجل أمي لقد كُتبت على وجه كل فاقد لأمه عبارة ( رفقا بي ) اللهم بلغ أمي مني السلام , واجزها عني خيرا , واجعل عملي الصالح في ميزان حسناتها, واهدها بهدية من عندك , اللهم قد سلمت لك الروح , وانقطعت الأسباب إلا سببا موصولا بك , فاللهم أكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد, واجمعني بأمي في مستقر رحمتك, في مقعد صدق عند مليك مقتدر ...