الجمعة، 19 يناير 2018

خطبة الجمعة

       يوم الجمعة كان عاديا و غالبا ما يمر كئيبا ثقيلا منذ ان أفسد علي جيراني متعة البستنة بعد أن سدوا كل منافذ الاضاءة على شجيراتي. منذ ثلاثة أسابيع أصبح سكان حينا غير مجبرين على التنقل لمسافات بعيدة لتادية صلاة الجمعة. لقد من الله عليهم بمسجد التوبة القريب جدا و أزاح عنا مشكلة الاختيار بين مساجد عديدة.
      سنة 1988 دعاني أستاذ العلوم الفيزيائية ,المصري الشيخ محمد عبد الله, الى بيته بمناسبته إنتهاء عقد عمله بالجزائر. لقد انهت الوزارة عقده مباشرة بعد أن تسبب في حادثة اعتبرتها السلطات الجزائرية إهانة لشخص وزيرة التربية الوطنية زهور ونيسي بعدما رفض مصافحتها أمام الجميع في الثانوية.  أثناء حديثنا عن انطباعاته عن مدينة الطاهير قال لي الشيخ احببت فيها شيئا واحدا و هو مقاهيها التي تغلق باكرا  اما الشيء الذي لم يعجبني فهو قلة المساجد. وفعلا في تلك الايام لم يكن هناك الا مسجد واحد يأتيه المصلون من كل أنحاء الطاهير هو مسجد سيدي يحي المركزي.
      أما اليوم فقد تغيرت الامور وصار بالمدينة مسجد في كل حي وصار الناس يختارون بكل حرية أين يؤدون صلواتهم. و هذا الاختيار يخضع لمعايير غالبا ما تكون مدة الخطبة و توجه الامام. و يميل أغلب المصلين الى التوجه الى المساجد التي لا يطيل فيها الامام خطبة الجمعة. 
      و قد اختار امام مسجدنا الحديث في خطبة اليوم عن فضل يوم الجمعة لكنه انساق الى موضوع آخر و نسي أن مقدمة الخطبة كانت عن فضل يوم الجمعة و راح يحدثنا عن القيامة و يوم الحساب و أهواله. و رغم فصاحته و نبرة صوته التي ترتفع و تنخفض حسب موضوع الخطبة الا أني أجد مواضيعه مستهلكة و بعيدة كل البعد عن الواقع و قد سبق لي ان طلبت منه الحديث عن موضوع صلة الرحم و قطعها بعدا انتشرت بشكل رهيب في حينا و استجاب و نالت خطبته الرمضانية كل التقدير. 
    في المساء قضيت وقتي في تنظيف بالوعة المياه في الطريق العمومي استعدادا لأمطار الغد. فكلما هطلت الامطار الى و سدتها و تسببت في فيضان المجاري القذرة. 

ليست هناك تعليقات: