الاثنين، 6 أغسطس 2012

اليوم السابع عشر: من يقرأ؟

اليوم السابع عشر: من يقرأ؟
اليوم السابع عشر من رمضان لم يحمل لنا جديدا في اوله. الايام تتسارع و كانها تحاول أن تجري لمستقر له ينفر منه الجميع وهو الدخول المدرسي. كلما شاهدت أولادي أشعر و كأنهم يريدون للزمن ان يتوقّف و لا يعودون للمدرسة. وكلّما نظرت إلى أصغر أبنائي شعرت و كأنه يريد ان يقول للعالم " أوقفوا الكرة اﻷرضية, أريد ان أنزل, لا أريد أن التحق بالمدرسة" حتى يُخيل لي و كانهم سيأخذونه إلى مركز للتعذيب . و بصفتي أشتغل في سلك التعليم لاحظت ان معظم التلاميذ أصبحوا ينفرون من المدرسة و ينتظرون قدوم العطل المدرسية على أحرمن الجمر. كما لاحظت على أولادي أنهم لا يقرأون نصّا واحدا و لا كتابا واحدا منذ خروجهم إلى العطلة. و قد قمت بتنزيل كتاب العبرات للمنفلوطي منذ مدّة و طلبت من ابنتي ان تقرأه و لكنها لم تقرأ سطرا واحدا منه رغم انه يعتبر من الروائع.
التلفزيون و الانترنت

أتذكر أنني كنت في السبعينات من القرن الماضي أطالع كتاب المطالعة المدرسي دفعة واحدة  في ليلة واحدة و لم نكن نملك حينها حتى الكهرباء. أتذكر أني كنت دائما أتوجه أتوجه إلى الغابة القريبة منا لرعي بقرتنا  و تحت إبطي كتاب أقرأه و  في جيبي قطعة كسرة أعينبها  نفسي بهاعلى الجوع الذي يصيبني عند العاشرة صباحا. كانت  تلك أيام كنا ننتظرفيها  بفارغ صبر قدوم العدد الأسبوعي من مجلة " المزمار" العراقية و Pif الفرنسية لنروي عطشنا  للمعلومات.  كانت المجلات مدعمة من طرف الدولة و يكفي أن تملك نصف دينار لتتمتع بقراءة تلك المجلة العراقية الموجهة للأطفال. ومحظوظ هو من له معرفة بصاحب المكتبة لونيس قصاب الذي كان يبيعها خفية لمن يعرفهم. أما اليوم فقد قضى الكم الهائل للفضائيات و التدفق السريع للأنترنت على الولع بالقراءة. فمن ذا الذي يمكنه ان يحمل كتابا و يقرأه في حضرة التلفزيون؟ 
المدرسة لا تشجع على القراءة
   لم يسبق ﻷحد أولادي ان طلب مني شراء كتاب او قصة طلبته منه معلمته في المدرسة. لطالما شجعت ابنتي على مطالعة النصوص باللغتين الانجليزية و الفرنسية لإثراء مخزونها اللغوي و المعرفي  و لكنها تعجز عن ذلك و إن فعلت  أشعر إنها تفعل ذلك عن امري و ليس رغبة في  ذلك. " إنهم لا يطلبون منا مطالعة الكتب و لا يزودوننا بعناوين القصص او الكتب التي تفيدنا.  حتى اﻷفلام يا أستاذ  لا يشاهدونها و لا يتحدثون عنها و لا يناقشون شيئا منها كما تفعل أنت معنا", تقول لي إحدى تلميذاتي عرفت انها مدمنة على مشاهدة افلام MBC2. لقد اتقنت معرفتها باللغة الانجليزية بفضل مشاهدتها للأفلام و مطالعتها للكتب وكانت تتحدث في كل موضوع نفتحه بطلاقة. حدثني صديق لي مقيم بفرنسا أن ابنته تتحصل دائما  على المرتبة اﻷولى على مدرستها و حين سألته عن السر في ذلك أخبرني أنها  تطالع بنهم كل الكتب التي يعرضهاوالدها  للبيع في مكتبته.  احتار أساتذتها الفرنسيون  في كم المعلومات الذي تملكه و الطريقة التي تعبر عنها في امتحانات اللغة فسألوه إن كان يعينها في المراجعة فقال لهم" إنها تقرا كل مايقع على عينيها". 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

حقا ماتقول...انا نفسي احاول تناسي بانزعاج انه لم يتبقى الكثير على الدخول المدرسي..
اعقب على موضوع ان المدرسة لا تشجع المطالعة فانا تعلمت المطالعة من افلام الكارتون وانا صغيرة ثم تحول الى قصص اطفال مصورة ..الخ...
وحقا نحن نتعلم الانجليزية اغلبنا من ام بي سي...
الذي ولد جيل كارثي غير مثقف...
الى اشعار اخر نتمنى تعديل طريقة التعليم وادخال المطالعة كمادة اساسية...
تحياتي