الأحد، 5 أغسطس 2012

اليوم السادس عشر: اللايكات و الحسنات

اليوم السادس عشر:عمر مديد يا ملاك
   رمضان يستعد للرحيل و بدأ يلملم اغراضه . شعرت بذلك و انا أراقب هاتفي النقال بحثا عن تاريخ اليوم. آه أنه يوم  السبت. استيقظت كعادتي متاخرا فلا عمل ينتظرني. أديت صلاة الظهر و انتظرت ما ستجود علي به زوجتي من طلبات لهذا اليوم. صعدت إلى الطابق الأول حيث غرفتي و جهاز الحاسوب و مكيف الهواء. انتظرتها ان تتبعني و لكنها لم تأت. مالذي حدث هذا اليوم بالضبط؟ ما هذه الهدنة التي لم أعشها منذ دخول رمضان. ساورني الشك فنزلت إلى الطبق الأرضي من جديد. شغلت جهاز التلفزيون منتظرا قائمة الطلبات و لكنها ظلت في المطبخ منهمكة في تحضير طبق طاجين الحلو. أخيرا استدارت و أخبرتني اننا مدعوون لمأدبة  العقيقة الذي أقامه ابن أخي رؤوف احتفالا بازديان فراشه ببنت بهية الطلعة أرجو الله أن يحفظها و يبارك له فيها.  و لمن طبق الحلو هذا؟ آم نسيت هو لنبيل ابن خالتي. لقد اشتهاه و طلب من زوجتي القسنطينية صاحبة الاختصاص تحضيره له. 
   اللايكات و الحسنات.
      فرحت بهدنة هذا اليوم و صعدت مباشرة إلى غرفتي حيث  شغلت الحاسوب و أردت أن أبحث اليوم عن سر هذه الرسائل اليومية التي تصلنا على صفحاتنا الخاصة تطلب منا الضغط على "لايك" او " أعجبني" . لطالما ساورني الشك في تلك الرسائل التي يطلب منا أصحابها الضغط على" لايك" لآية قرآنية أو يطلب منا الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ثم نشرها. ماهذا الحرص الشديد على جمع أكبر عدد من اللايكات؟  لقد أصبح من هب ودب يسجل في شبكة التواصل  حتى أصبحت مضامينها كمثل مفرغة النفايات. البعض  أصبح يقرأ لكبار العلماء و الفقهاء و السياسيين و يقتبس ما قالوه ثم يطلب منك أن تعمل لايك و تصلي على النبي. أما آخرون فأصبحوا يزايدون عليك في دينك " إما أن تعمل لايك لصورة نعل ينسب للنبي أو نقول عنك إنك لا تحبه".  اخشى ما أخشاه أن يأتي يوم يصبح جمع اللايكات بديلا عن جمع الحسنات. أو أن يصبح هذا الموقع مكانا تؤدى فيه الصلاة بمجرد النقر على صورة سجادة و تحسب عمرة لكل من نقر على لايك صورة الكعبة.
الرحيل إلى تويتر
    العمل اليومي على الفيسبوك اوصلني إلى قناعة ان أكبر جزء من مستعمليه هم من ذوي المستويات المحدودة التي لا توقر الكبير و لا تحترم الصغير. بالامس فقط دخلت صفحة الوزير المتألق عمار غول بعد ان نشر كلمة بصفحته و قرات ردودا شعرت بالخجل من تواجدي هناك. لم أكن أتصور أن طالبا جامعيا او هكذا يدعي يقول لشخص وقور مثل عمار غول " امشي ترقد بركاك تبلعيط" أما آخر فخاطبه قائلا" أنت خائن لإخوانك في حمس". قرأت بقية الردود فشعرت بالرغبة في الاستفراغ. تحولت مباشرة إلى تويتر و هيأت مكانا لي هناك بعيد عن أحلام العصافير و ماأكثرها على الفيسبوك. 
   
     

ليست هناك تعليقات: