السبت، 11 أغسطس 2012

اليوم الثاني و العشرون: يحبه الجزائريون

اليوم الثاني و العشرون: ومع ذلك يحبونه
يبدو أن كل شيء اعتاد عليه الجزائريون مآله إلى الانقطاع ثم الزوال. الماء و الكهرباء و الانترنت و خطب الرئيس صاحب الجنان الناضجة. و لست أدري سبب صمته المطبق هذا. حتى  المطرب الشاب مامي الذي كان أول من طمان الشعب الجزائري على صحته طاب جنانو و هو يرقد في مستشفى باريس سكت و لم يعد أحد يسمعه بعد فضيحته و سجنه في باريس. أما اليوم فليس هناك من يتجرأ و يقول لنا لماذا  سكت الرئيس؟ الحالة ما تعجبش والتذمر سيد الموقف و هو ضارب النح. حتى القنوات المستقلة التي أنشأتها بعض الجرائد المستفيدة من الريع و دعم الأجهزة الأمنية تمارس نفس سياسة القناة العمومية مع فارق بسيط وهو أن القناة العامة تقدم لنا الجزائر و كأنها كوريا الجنوبية بينما قناتي النهار و الشروق تتحدث عن كل شيء ماعدا فخامته. و قد شاهدت بنفسي ربورتاجا على النهار موضوعه " لماذا يحب الجزائريون بوتفليقة؟ طبعا  الجواب معروف مسبقا و بقي ان نعرف حجج الجزائريين. شاهد الفيديوhttp://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=lnVM6gs3lwAا
  غابة الاسمنت
و صلت إلى البيت على الساعة الخامسة واول شيء أفعله هو الصعود إلى سطح البيت لأستمتع بمنظر الشمس وهي تنفث أولى أشعتها من ناحية الشرق. سكون ملائكي يخيم على المدينة بعد أن تناول الجميع سحور اليوم.  السماء صافية و لا يوجد ما يعكر صفاء الرؤية مثل العام الماضي حيث كان دخان المفرغة العمومية يلف المدينة لفا يكاد يخنقها. أنظر ألى الجهة الجنوبية الغربية من المدينة فتتراءى لي هناك منطقة تاسيفت أو غابة الاسمنت الجديدة التي نبتت على أنقاض غابات الفلين و الأعشاب  التي كانت تزينها منذ أكثر من عقدين . المنطقة التي تغطيها العمارات و البنايات الجديدة كانت فيما مضى مرتعا لأطفال مثلي فهناك كنا نسبح في نهرها النقي و هناك كنا نسرح و نلعب و نرعى خرفان العيد. أتذكر أننا كنا نجمع نوعا من الأزهار ينبت في غابتها يستعمل في علاج الحمى  و قد كنا نبيعه بسهولة شديدة لرواجه. كنا نقوم أيضا بتربية الحلزون الذي نجمعه من غاباتها رغم أننا كنا نستقذر الأمر حين كان يقال لنا أنه يِؤكل بشراهة في قسنطينة.  ترحل بي ذاكرتي إلى هناك و لا أستفيق إلا بعد ان تكمل بعوضة مهمتها في مص دمي فتعيدني إلى واقعي و بعده إلى غرفتي.
مع الأولاد حتى الصباح
أدخل الغرفة فأجد أن شهابا و يوسفا ما زالا ساهرين. طبعا لا يمكنهما النوم في حضور الحاسوب. إنهما منهمكان في لعب ارض الامبراطوريات. أما مزرعتهما  السعيدة لعبة على الانترنت التي   ادمن عليها الجميع حتى أن ازهاري و نباتاتي يبست بعد أن أهملا سقايتها و راحا يهتمان بنباتاتها على الانترنت فقد استراحت منهما بعد ان انقطعت الخدمة . ينسحب يوسف إلى فراشه دون أن ينسى ان يمطرني بأسئلته التي لا تنتهي او تعليقلته على ما أكتبه. أما شهاب فيكتفي بتقليد أخيه في كل شيء يفعله مما يثير غضب يوسف حتى أتدخل و أفض النزاع بينهما مذكرا أياهما بأنهما أخوين و يجب أن يكمل أحدهما الآخر. يقتنع الطفلان بما أقول فيتصالحان و يحاول كل واحد مهما إظهار محبته للآخر من بعد أن نزغ الشيطان بينهما. أطمئن على أنهما تصالحا فعلا و أعود لحاسوبي أكمل كتابة ما بدأته في انتظار نشرها على النت عندما تعود. أنتهي من عملي ثم آتناول كتابا من الزمن الجميل لأديب الدعوة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله استانس به قبل أن يغلبني النعاس على الساعة الثامنة صباحا.




ليست هناك تعليقات: