اليوم الثلاثون: وداعا يا خير الشهور
مهما وصفنا هذا الضيف العزيز الكريم فلن نوفيه حقه. هو الذي استطاع ان
يجمع شملنا لمدة شهر حول مائدة واحدة في وقت واحد. وحده رمضان من يستطيع أن يجعلنا
نتراحم و نتواد و يساعد بعضنا بعضا. و حده رمضان من يعيدنا إلى فطرتنا التي فطرنا
الله علينا فنصبر على طعام واحد. وحده رمضان من يذكرنا بفقراء المسلمين في كل مكان.
وحده رمضان من يجعلنا نقوم الليالي ندعو ربنا و نفعل الخيرات طمعا في العتق من
النار. شهر واحد يجعلنا نعود إلى مصحفنا فننفض عنه الغبار و نقرأه ثم نعيد قراءته.
وحده رمضان يوقظنا لصلاة الصبح في المسجد. كل هذا جال بخاطري و أنا في طريقي إلى
المسجد صباح اليوم الأخير من رمضان. هل استفدت من رمضان لهذا العام؟ طرحت على نفسي هذا السؤال فخشيت الإجابة..
رمضان
يجمعنا
انتهزت فرصة تواجد ابناء إخوتي جمال و
مروان و أمير فدعوتهم للإفطار عندي. توجهت اليوم لأتسوق لآخر مرة في رمضان. . شوارع
المدينة غصت بالمتسوقين أمثالي و ما أثار انتباهي هو تواجد أهل الصحراء المتواصل
بالمدينة. يبدو أنها أعجبتهم ففضلوا قضاء العيد بيننا. قمت بشراء ما يلزم لتحضير
الإفطار على مرحلتين مما جعلني أشعر بالعطش بسبب الحرارة الزائدة. عدت إلى البيت و
في الطريق خُيل إلي أني سمعت آذان العصر. دخلت و أفرغت ما في جعبتي ثم توضأت و صليت
العصر ثم صعدت إلى غرفتي و شغلت الحاسوب. نظرت إلى ساعته فوجدت انه قد بقي على
العصر ساعة و هو ما أثار ضحك يوسف ولدي لأن رمضان غلبني فعلا هذا اليوم. على مائدة
الإفطار اجتمعنا بعد ان أنضمت إلينا بنت أخي و أخوها رؤوف. لم أفرح بأطباق
الإفطار كما فرحت بالجو الذي خلقه رمضان فينا جعلنا نستمتع بأروع اللحظات. لم يعلق
أحد على الأطباق لأننا شغلنا بالحديث عن حلاوة رمضان.
تهاني العيد
سبحان الله و لا إله إلا الله و الله
أكبر. الله أكبر لأن هذا الإله الرحمن الرحيم بنا علم أننا سنحزن لفراق شهره الكريم
فجعل لنا عيدا ينسنا ألم فراقه. هذا ما فكرت فيه و أنا أقود سيارتي متوجها إلى
مدينة جيجل بعد آداء صلاة التراويح الأخيرة. نعم إن الله رحيم لطيف بنا أن جعل لنا
عيدا ندخل السرور فيه على أنفسنا و حتى على أطفالنا و إن لم يكونوا من الصائمين.
سبحان الله حتى من لم يصم تجده أشد فرحة به ممن صامه و أقامه. اللهم لك الحمد حتى
ترضى. تجولت في المدينة حتى منتصف الليل بعد أن اشتريت ما أزين به منزلي و أكرم به
ضيوفي. وداعا رمضان..مرحبا يا عيد. كل عام و انتم بخير.
هناك 6 تعليقات:
السلام عليكم شيخنا الفاضل : لا ادري لم يقوم المسلمون بهذه الافعال , غير أني أحرز جوابا لهذا التساؤل ولعله الجواب الوحيد " هو أننا أبتعدنا عن روح الاسلام , فالاسلام عندنا غريب في فحواه ومعناه وهدفه , والسلام .
فعلا يعز علينا فراقك يا اغلى الشهور..
صحا عيدك استاذ وتعيد بالصحا
كل عام والبشر كلهم بألف خير
نايس اووووووى
http://maosoa.blogspot.com/
مدونة رائعة اتمني زيارة موقعي
اخبار مكان
أخبار مصر و الشرق الأوسط و العالم مع تغطيات سياسية و رياضية واقتصادية
رائع
إرسال تعليق