الخميس، 16 أغسطس 2012

اليوم السابع و العشرون: مازالهم واقفين

  • اليوم السابع و العشرون: نيران في كل مكان
  •     سمحت لي زيارتي لشقيقتي في بني بلعيد ان أقف على الحجم الكارثة التي أصابت الغابات المحيطة بجنوب بلدية بويوسف أو سيدي عبد العزيز. آلاف من الأشجار تحولت إلى رماد بعد ان التهمتها النيران منذ أسبوعين و هي متواصلة إلى اليوم. انتظر السكان استعمال المروحيات لإطفاء هذه الحرائق و لكن لا حياة لمن تنادي. فالسلطات عندنا تستعمل المروحيات في مآرب أخرى غير إطفاء الحرائق. الكارثة البيولوجية التي لحقت بهذه المنطقة لا يمكن تقديرها بالأموال. آلاف أشجار الفلين و هو ثروة غابية لا يستهان بها إلى جانب أشجار التين و الزيتون ذهبت أدراج النيران و الرياح و لم يبق إلا رمادها و فحمها. أما الأنواع النباتية و الحيوانية الأخرى فلا يعلم حجم الدمار إلا الله و الراسخون في العلم.
  •    عاصفة شمسية
  •     لم يسبق لي ان عيشت صيفا حارا مثل الذي عشناه هذا العام. لقد سبق و أن حذرنا  العالم الفلكي الجزائري لوط بوناطيرو من عاصفة شمسية يصل لهيبها إلى الأرض و كذلك فعل بعض العلماء السعوديون و لا زلت أذكر أنهم قالوا ان صيف هذا العام سيكون الأشد حرارة. الغرب الأمريكي يعاني من جفاف لم يعرفه منذ أكثر من 50 سنة أما روسيا بلد الصقيع فهي تعاني بدورها من الجفاف الذي أتلف 10 من محاصيلها و قدرت الخسائر ب1.7 مليار دولار. ما يؤلم في الأمر أنه حسب ما أخبرني به صديقي نور الدين نقلا عن شاهد عيان فإن بعض الأشخاص هم من يشعلون هذه الحرائق طمعا في استغلال أرضها في الزراعة و قد رأى شاهد العيان أشخاصا يشعلونها في منطقة الأربعاء بالطاهير ثم يختفون. و لست أدرى أي مصير سيلحق بجبالنا و نحن ما زلنا نجهل أن مدينة تبسة الواقعة في الجهة الشرقية كانت يوما ما حدائق غناء تحيط بها الغابات من كل جانب فزحفت عليها رمال الصحراء فجردتها منها. 
مازالنا واقفين
  •       شعار مستفزذلك الذي تبثه القنوات الجزائرية كإشهار لمتعامل في الهاتف النقال بمناسبة الذكرى الخمسين للإستقلال. الشعار مستفز لأننا لم نعد من الواقفين. " يا علي مت واقف" صيحة البطل الشهيرة في الفيلم الثوري الجزائري لم تعد تصلح لنا و قد أذلنا هؤلاء حق الإذلال. ما زلنا واقفين في الطوابير  لسحب أجورنا. ما زلنا واقفين في الطوابير  لمداواة مرضانا. مازلنا واقفين في الطوابير  لدفع ضرائبنا. مازلنا واقفين للاستدانة من بنوكنا. ما زلنا واقفين في الطوابير لنمنح للفاسدين أصواتنا. مازلنا واقفين لنصفق لمن يحكموننا بعد أن زوروا أصواتنا. مازلنا واقفين بعد 50 سنة نتفرج و نستمع و نصفق لمن خانوا ثورتنا. مازلنا واقفين لنشعل شموعنا بعد أن قطعت عنا كهرباؤنا. ما زلنا واقفين نستعمل حطب الغابة للتدفئة بدل غازنا . ما زلنا واقفين بعد 50 سنة  نغني و نفرح و نبتهج بذلنا.
  • 
  • أخيرا هنيئا لنا بفوز عاصمتنا بمرتبة ضمن  أسوا  5مدن في العالم

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

حقيقة ..من اكثر المقالات بلاغة وبساطة لوصف حال البلد ...وحقيقة اتعسني ذلك..
وحقا كم نحن مشيرين للشفقة بتلك الاغنية التي قد تعكس حالة شعب اخر غير شعبنا...
نسال الله في اخر ايام رمضان ان تتغير الاحوال الى الاحسن..