الجمعة، 10 أغسطس 2012

اليوم الواحد و العشرون:الضيف يسرع الخطى للرحيل

مضى الآن واحد و عشرون يوما على قدوم هذا الضيف الكريم الذي يستعد لمغادرتنا بعد أن تعودنا عليه. الطقس ما زال حارا و الرطوبة عالية جدا. بالأمس أخذت زوجتي للمستشفى بعد أن ساءت حالتها و ارتفعت حرارة جسمها. صرفت وصفة العلاج التي وصفها لها الطبيب و عدت محملا بكيس أدوية. كنت قد استرقت النظر إلى السجل الذي يدون فيه الطبيب الحالات التي يفحصها فوجدت أغلبها التهابات الحنجرة أو الحمى المرتفعة. طبعا كلها تقريبا بسبب تناول المياه الباردة جدا أو البقاء طويلا أمام مكيفات الهواء. ايقظنا يوسف للسحور فاجتمعنا كعادتنا حول مائدة السحور تناولنا خلاله بعض الفواكه و كثيرا من السوائل.
   يوم استثنائي
   استيقظت اليوم على أنين زوجتي التي تأثرت كثيرا بالدواء الذي تناولته عند السحور. اشتدت حرارتها و آلام مفاصلها و استفرغت كلما تناولته في السحور عدة مرات. هذا اليوم أسود من اوله. شعرت بان الزمن توقف من أجلي كي أسمع أنين زوجتي و أرى معاناتها. تولت ابنتي مهام المطبخ كالبارحة فقدمت لي لائحة المشتريات قبل أن أخرج إلى السوق حيث قررت أن تحضر طبق فاصولياء للفطور. كل شيء متوفر يا ابي ما عدا العصائر و الحليب. توجهت إلى منطقة السبت  غير البعيدة عن الطاهير فغسلت سيارتي و احضرت بعض المياه الطبيعية و عرجت على السوق فاشتريت ما أوصتني به ابنتي و زدت عليه قليلا من الفواكه الجبلية.
إلى المستشفى
      أفرغت المشتريات في المطبخ ثم توجهت إلى حيث ترقد زوجتي فوجدتها قد لفت جسمها ببطانية شتوية و هسي تئن بداخلها أنينا خافتا.”قدماي تؤلماني و أشعر أنهما ستنفصلان عني.” قالتها و هي ترتعش من البرد. طلبت منها ان تنزع تلك البطانية و تساعد جسمها على مكافحة الحمى بالإغتسال بماء فاتر كما ينصح الأطباء في مثل هذه الحالات لكنها رفضت. أذن المؤذن معلنا الإفطار فاجتمعت مع الأولاد حول مائدة الإفطار بينما رفضت أمهم تناول أي شيئ بسبب المرض. انتظرت حتى فرغت من الإفطار و طلبت مني نقلها إلى المستشفى لأنها تشعر أنها لم تعد قادرة على التحمل
روح و ارجع
أسرعت بها إلى المستشفى أبغض مكان إلى قلبي وجدت قاعة النتظار شبه فارغة فأخذت دوري  بعد إثنين. كان الطبيب أحد معارفي فاستقبلني ببشاشة و ما إن قدمت له قائمة الأدوية التي وصفها لها الطبيب البارحة حتى ضرب أخماسا في أسداس متحسرا على الطب. لم أعلق على ما قال لأني أعرف الحكاية و كل امة تلعن من سبقها. أعطاني الوصفة و طلب مني شراءه لتحقن زوجتي به في المستشفى . ذهبت إلى الصيدلي فرحب بي ثم طلب مني أن ألعود لأضع ختم المستشفى على الوصفة فعدت أدراجي إلى المستشفى من أجل الختم ثم عدت إلى الصيدلية لأحضار الدواء ثم عدت مجددا إلى المستشفى لأنتظر ساعة و نصف قبل أن يسمح لها بالمغدرة. ألم أقل لكم إنه أبغض مكان إلى قلبي؟
ملاحظة: تأخرت في نشرها بسبب انقطاع الانترنت بعد الماء و الكهرباء و الانترنت…لمن الدور يا ترى؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الله يجيب الشفااا...شيئ مخز ان تكون مهنة انسانية مثل الطب بين يدي اناس غير مؤهلين له...