اليوم الحادي عشر من رمضان: الفوضى تتسيد على القانون
لن أعيد ما كررته في التدوينات السابقة فقد تعودت اﻵن أن استيقظ قبل الظهر بقليل. اليوم كان للتسوق نصيبه مرة أخرى و أشعر أن كل شيء شيء ينفذ بسرعة هذه اﻷيام المباركات. تنقلت و يوسف إلى وسط المدينة أو شارع النخيل كما كانت تسميه فرنسا و شارع أول نوفمبر كما سماه أهل البلد. الشارع في الماضي كان جميلا جدا بل أجمل ما يمكن ان تراه عينك حين تزور الطاهير. اليوم أصبح هذا الشارع سوقا لمن هّب و دبّ و امتلك عربة نقل بضائع -باشي- او حتى صندوق خضار. عربات الدلاع و البطيخ احتلت الطريق أما صناديق الخضر و الفواكه فاحتلت الأرصفة من الجانبين. لم يسبق لي أن أشفقت على رجال الشرطة مثلما أشفقت عليهم هذا اليوم. لعبة الكر و الفر أصبحت قوتهم اليومي. و بين سندان اوامر مسؤوليهم بمنع تجارة الأرصفة و التوقف غير القانوني للعربات المحملة بالخضار و مطرقة القانون الذي يمنعهم من استعمال العنف مع المخالفين خشية اندلاع شرارة حريق لا يبقي و لا يذر ضاعت هيبتهم و سادت الفوضى أمام جشع فاق كل المستويات.
كنت أرى رجال الشرطة و هم يتوددون تارة لشاب هنا و يتوعدون تارة اخرى شابا هناك و أنا أقول في نفسي" ضاعت هيبتكم يوم أحرق البوعزيزي نفسه" . يستمر اﻷمر بين استجابة ﻷوامر الشرطة تارة و عصيانا لهم تارة أخرى حتى يجيء المساء و تنتهي فترة العمل لرجال الشرطة فتعم الفوضى من جديد يختلط الحابل بالنابل مع أصوات الباعة و أصوات منبهات السيارات و الشجارات التي لا تتوقف. اعتقد ان الحلول موجود ولكن الإرادة هي التي غابت.
و المطلوب هنا ليس استخدام القوة لتطبيق القانون و لكن دراسة متانية للمشكلة ثم وضع حلول لها. الحمد لله بلدية الطاهير تتوفر على مكاتب الدراسات في العمران أكثر مما تتوفر عليه البلديات اﻷخرى و بإمكانهم إيجاد حلول للمشكلة. فعندنا مثلا الملعب البلدي القديم يمكن استخدامه كسوق يباع فيه كل شيء في رمضان و بإمكانه استيعاب كل التجار المؤقتين و الدائمين. و قد كان يستعمل في الماضي خاصة في سنوات الثمانينات كمركز لإقامة المعارض و كانت ناجحة جدا. و بذلك يمكن اولا توفير مداخيل للبلدية و ثانيا التخلص من فوضى شارع اول نوفمبر وثالثا حصر نفاياته في مكان واحد بعيدا عن السكان.
كنت أرى رجال الشرطة و هم يتوددون تارة لشاب هنا و يتوعدون تارة اخرى شابا هناك و أنا أقول في نفسي" ضاعت هيبتكم يوم أحرق البوعزيزي نفسه" . يستمر اﻷمر بين استجابة ﻷوامر الشرطة تارة و عصيانا لهم تارة أخرى حتى يجيء المساء و تنتهي فترة العمل لرجال الشرطة فتعم الفوضى من جديد يختلط الحابل بالنابل مع أصوات الباعة و أصوات منبهات السيارات و الشجارات التي لا تتوقف. اعتقد ان الحلول موجود ولكن الإرادة هي التي غابت.
و المطلوب هنا ليس استخدام القوة لتطبيق القانون و لكن دراسة متانية للمشكلة ثم وضع حلول لها. الحمد لله بلدية الطاهير تتوفر على مكاتب الدراسات في العمران أكثر مما تتوفر عليه البلديات اﻷخرى و بإمكانهم إيجاد حلول للمشكلة. فعندنا مثلا الملعب البلدي القديم يمكن استخدامه كسوق يباع فيه كل شيء في رمضان و بإمكانه استيعاب كل التجار المؤقتين و الدائمين. و قد كان يستعمل في الماضي خاصة في سنوات الثمانينات كمركز لإقامة المعارض و كانت ناجحة جدا. و بذلك يمكن اولا توفير مداخيل للبلدية و ثانيا التخلص من فوضى شارع اول نوفمبر وثالثا حصر نفاياته في مكان واحد بعيدا عن السكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق