أهلا برمضان الخير

أفضل فرص الربح في الشهر الفضيل

بعد انقطاع دام أكثر من شهر شدني الحنين إلى لوحة المفاتيح التي كادت أن تتعود على أصابعي لولا كسلي و عجزي. اليوم قررت العودة إلى التدوين بعد أن هلت علينا بشائر الشهر الفضيل خير الشهور الاثنى عشر. إذا جاء رمضان و شعرنا أننا ودعناه منذ أيام قليلة فقط. عاد وهو محمّل بأفضل الهدايا و الفرص التي لا يمكن تعويضها أو التفريط فيها. و أنا هنا لست أتحدث طبعا عن فرص الربح في مسابقات الامبيسي و اليتيمة الجزائرية و لست مسعدا أن أشاهد برمجها التي تصيبني بالغثيان و قد تدفعني إلى أن استفرغ ما تناولته على مائدة الافطار. انا أتحدث عن فرص ربح من نوع آخر. فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز. فلنغتنمها طالما ان الشياطين مصفدة و أبواب اجنة مفتوحة على مصراعيها و نسائم الرحمة و المغفرة تهب علينا من كل الجهات و لنقبل على خير اﻷعمال فنحن في عطلة و هي فرصة لن تتكرر.

ممنوع الدخول إلى الشقفة

آخر يوم من شعبان قررت  أن أقصيه بما هو مفيد. انتقلت إلى مصلحة الصمان أو التأمين الإجتماعى ﻷسحب بطاقة تاميني مرفوقا بولدي شهاب و حفيدتي لينة.  فوجئت بطابور طويل من البشر أمام الشبابيك فعدت أدراجي ﻷن أسوء شيئ يمكن ان أفعله في حياتي هو الانتظار. من مصلحة الضمان الاجتماعي على البشر قررت التنقل إلى مدينة الشقفة لوكالة التامين على السيارات. طرقات مدينة الطاهير مكتظة عن آخرها كسائر اﻷيام بفعل حركة التجارة النشيطة جدا خاصة وسط المدينة. وصلت إلى مدخل مدينة الشقفة ﻷجده مغلقا بجدوع الاشجار المشتعلة و هيكل سيارة قديمة محترقة و شباب ملثمين يهددون كل من حاول اختراقها بالويل و الثبور. أول ما تبادر إلى ذهني هو منظر مدينة حمص في سوريا و صراع الاخوة الاشقاء المستمر هناك  و لست أدري من سيستفيد من هذا الاقتتال من الطرفين. عدت أدراجي بعد أن علمت أن المدينة تشهد اصطرابات لشباب يئس من البطالة و العيش في مدينة أُسست سنة1858 ولم تبرح منطقة التخلف بكل أشكاله ألى اليوم.

مشاهد شعبانية 

     في المساء قررت الذهاب إلى مدينة جيجل بعد قيلولة مريحة. أخذت معي ولدي شهابا و يوسفا و حفيدتي لينة و اتجهنا في جولة استطلاعية ألى عاصمة ولايتنا الجميلة جدا. كانت شوارع الطاهير في هذا المساء الشعباني اﻷخير مكتظة عن آخرها بعائلات تحاول تدارك ما فاتها لإستقبال خير الشهور. محلات اﻷواني شهدت هجوما كاسحا لم يبق و لم يذر. أخبرتني زوجتي فيما بعد انها بحثت في كل المحلات عن قدر إيطالي أصيل للطهو لكنها لم تجده. ترجلنا في جيجل عن السيارة أنا و الولاد و رحنا نتجول في المدينة التي ما زالت تزخر بالسواح خاصة الجنوبيون منهم. محلات الاواني شهدت هي اﻷخرى هجوما كاسحا أما أنا فاكتفيت بتصوير مشاهد للذكرى و شراء سمكة و عدت بعد أن أرخى الليل سدوله.