صدقوني أنا كذاب
"صدقوني أنا كذاب". كلمات قصيدة أدهش بها الشاعر العراقي حبيس المنفى أحمد مطر كل من قرأ شعره. "صدقوني أنا كذاب" ؟!!!! أنّى لنا أن نصدق من يعترف لنا إنه كذاب؟ قد يقول قائل لا يمكن تصديقه. طيب الرجل أعترف إنه كذاب فلماذا لا نصدقه؟ تتبادر إلى ذهني هذه الأسئلة كلما ورد ذكر الانتخابات التشريعية القادمة. سلطتنا تبذل قصارى جهدها لدفع الناس للمشاركة في الاقتراع. فهل نشارك؟ سلطتنا و عدتنا بأنها هذه المرة ستحرص على نزاهة العملية الانتخابية . فهل نصدق من ألف الكذب؟ هناك و هم الوف من يقولون إن الانتخابات الوحيدة التي نظمتها سلطتنا و لم تزوّرها هي الانتخابات التي ألغتها بعد ان خسرتها عام 1991. فهل نصدقها هذه المرة؟ ثم ما هذه التوبة النصوح التي طلع بها نظامنا السياسي على غير عادته؟ ما الذي غيّره و دفعه إلى محاولة إقناع الناس بأنه تاب و آمن و سيعمل صالحا يرضاه الشعب؟ لا شك ان توبته هذه تشبه من يعود الى الصلاة بعد ان تزلزل الأرض زلزالها او يدخل السجن فيتوب إلى ربّه مرغما بعد أن نسي الله في الرخاء. لا شك أن ما وقع عند جيراننا التوانسة و الليبيين و غير بعيد عنهم أشقاؤنا المصريين و اليمنيين و حاليا السوريين قد أذاق نظامنا حميما و غساقا جعله يستبق الخيرات. إذن هي توبة مفروضة من الخارج من نظام الف الكذب و التزوير. فهل نصدقه هذه المرة؟ و إذا لم نصدقه فما هو البديل؟ تلكم هي المشكلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق