الخميس، 16 يونيو 2011

انقل تنتقل



في انتظار المترشحين
اعضاء الأمانة على مائدة الغداء

        اليوم بدأت عطلتي الصيفية بعد أسبوع شاق قضيته جيئة و ذهابا بين الميلية و الطاهير. كنت من بين مؤطري امتحان البكالوريا او الثانوية العامة عند إخواننا المشارقة.و هي مهمة شاقة تتطلب الالتحاق بمركز الامتحان قبل الجميع و المغادرة بعد الجميع. و لكني فضلتها على الحراسة داخل القاعات أراقب 25 تلميذا  جلهم قدم للإمتحان و في ذهنه شيئ واحد. : الغش لنيل هذه الشهادة التي تخول له الإلتحاق بالجامعة. و قد قيل قديما من راقب الناس مات غما و لكي أتجنب الموت غما و حسرة فضلت البقاء بعيدا كعضو أمانة بدلا من حارس. مهمتنا بسيطة جدا تبدا على الساعة الثامنة بتوزيع الاسئلة على الحراس ثم استقبال أوراق الإجابة بعد نهاية الامتحان من الحراس و بعد عدها نضعها في أظرفة خاصة و نسلمها لرئيس المركز الذي يتأكد بدوره من بعض التفاصيل قبل أن يؤشر عليها ثم يأخذها الى مركز التجميع تحت حراسة مشددة. . انطلق الامتحان يوم السبت و انتهى يوم الأربعاء تخللته إشاعة كادت أن تعصف بمابقي له من مصداقية. انتشر خبر تسرب الأسئلة الى الجميع من أساتذة و تلاميذ و قد علمت يوم الاثنين أن أسئلة الفلسفة قد تم تسريبها و أن التلاميذ قد أحضروا الأجوبة جاهزة مستغلين تسامح الحراس أو القانون الذي يسمح لهم بالمغادرة الى دورة المياه و هناك تتم قراءة الأجوبة جيدا من قصاصات صغيرة قبل العودة الى القسم. كان أمين و هو عضو أمانة مثلي قد تفطن لذلك قبل الثامنة فقام بنزع مصابيح الإنارة من دورات المياه حتى إذا دخل الغشاشون لم يروا شيئا من شدة الظلام.

<><><><>
<>
<><><><>
في حوار عن المصداقية

        في اليوم التالي قدم المترشحون و كلهم حيوية و نشاط بعد أن علموا الليلة الماضية بموضوع الإمتحان  و الغريب و المبكي أن    الامتحان كان في العلوم الإسلامية. قارنا بين ما توقعه التلاميذ و أسئلة الإمتحان فبدا لنا أن الأمر خطير فعلا.  مصداقية الامتحان مهددة و كل ما أنفق عليه و ما سخر له من طاقات بشرية هائلة سيذهب في مهب الريح. عدت الى المنزل في المساء لأجد إشاعة أخرى. تسريب موضوعي العلوم الفيزيائية و الفلسفة لشعبتي الرياضيات و العلوم  و لكن الله ستر فقد عدنا يوم الأربعاء و تأكدنا بأنفسنا من أن التلاميذ قد خدعوا و لم يجدوا ما حضروا له. خمسة أيام كانت متعبة حينا و ممتعة أحيانا أخرى مع فريق عمل رائع. 

   يوم الخميس و بعد أن مرت الأمر بشبه سلام فوجئت بتصريح لوزير التربية يتهم فيه أطرافا ذات أجندات اجنبية خاصة بتسريب تلك الإشاعة و سماهم فيما بعد بأصحاب السبت. و أصحاب السبت عندنا هم من يقومون بتنظيم المظاهرات كل سبت بدلا من كل جمعة للمطالبة بإسقاط النظام. فتعسا لأصحاب السبت و بئسا لمن يعجز عن تنظيم امتحان ذي مصداقية  في خمسة أيام. 
أشاهد عمي الطيب و هو يرتب الملفات قمة في الإنضباط



آخر يوم في انتظار المغادرة

ضيف الشرف أحد التلاميذ المترشحين يتناول معنا طعام الغداء


ليست هناك تعليقات: