الثلاثاء، 31 مايو 2011

الهروب الى الطبيعة


استراحة مع شهاب

الطيب واقفا يروي لنا ذكرياته
            كانت الجمعة بالنسبة لي و لأصدقائي فاتح, رشيد, ياسين و صالح فرصة لتغيير الجو و القضاء على الرتابة التي تصيبنا و نحن في مدينة الطاهير. الهروب الى مرتفعات الشحنة هي رجوع مؤقت للطبيعة نمارسه كل ما ضيقت المدينة سبل الراحة و الترفيه. أخذت ولداي شهاب و يوسف و التحقنا بالبقية في منطقة المزارة بأعالي الشحنة. اشتركنا في شراء بقرة تكفل قدور و لفيلف بذبحها و سلخها ثم قاما بتقسيمها الى 35 قسمة أو سهمة كما كان يسميها أجدادنا. أما صالح و ياسين فتكفلا بتحضير الغداء بأطباق تقليدية لذيذة جدا أتبعناها بكؤوس الشاي التي يتفنن في تحضيرها صالح على الطريقة الصحراوية. في المساء اتجهنا أنا و ياسين و فاتح و رشيد و الطيب الى مسقط رأس صديقنا الطيب حيث بيته القديم ما زال قائما. البيت يقع في سفح جبل دروبه وعرة جدا أخذت كل جهودنا لكنها لم تذهب هباء منثورا ﻷننا استمتعنا بقطف التوت الرائع المذاق ونحن  نستمع الى الطيب و هو يسترجع ذكريات الطفولة و كيف كان يذهب الى المدرسة عبر تلك المسالك الوعرة خاصة في الشتاء أثناء تساقط الثلوج.أثناء العودة الى حيث أوقفنا سياراتنا  فقدنا الاتصال بالطيب و رشيد اللذين كانايعرفان المكان جيدا و سلكنا أنا و ياسين و فاتح دربا آخر. أنهكنا الطريق الى العودة لأننا هذه المرة كنا نصعد عبر مسالك صخرية فطعت أنفسنا نحن السِّمان. و صلنا الى القمة منهكين أما ياسين فقد كاد يغمى عليه من شدة التعب. و جدنا منير الذي قدم من العاصمة مع عائلته في انتظارنا في قمة الجبل. لم يسبق له أن رأى مثل تلك المناظر الطبيعية النادرة فترجانا أن نبقى معه. أما يوسف و شهاب فقد أقسم على العودة مرارا و تكرارا. قفلنا راجعين بعد أن اقتربت الشمس من المغيب. ملأنا دلاءنا ماءا طبيعيا عذبا قلّ نظيره و عدنا الى الطاهير لإستقبال أسبوع جديد من الرتابة و الضجر.
صالح بصدد تحضير الغداء و ياسين يستعد كعادته بالصحن
لحظة الوصول

ليست هناك تعليقات: