الثلاثاء، 12 أبريل 2011

Freedom Writers يوميات

كان هذا اليوم متعبا جدا فقد اشتغلت بالثانوية في الصباح ثم التحقت بالجامعة في المساء. وصلت الى المنزل على الساعة الرابعة و النصف بعد أن مررت بسوق الخضر ثم اشتريت شجرة تفاح ايطالي خالص قررت زرعها من أجل الأولاد. أديت صلاة العصر في غرفتي ثم ألقيت بجسدي المنهك على سريري و حمدت الله بعد أن تذكرت قوله صلى الله عليه و سلم’’ من بات كالا من عمل يده بات مغفورا له’’. قمت بتشغيل التلفاز و تحولت مباشرة الى قنوات الأفلام الأمريكية بعد أن مللت من أخبار السياسة و الحرب على الجزيرة و العربية. و قد كنت محظوظا هذا المساء بمشاهدة فيلم رائع أو أعتبره كذلك لأنه مبني على قصة حقيقية.

عنوان الفيلم هو Freedom Writers من بطولة الممثلة الأمريكية هيلاري سوانك و إنتاجها أيضا. و قد حاولت هيلاري أن تسلط الضوء من خلال الفيلم على القصة الحقيقية لكُتاب الحرية بثانوية ويلسون. تجري أحداث القصة سنة 1994 سنتين بعد مظاهرات السود في لوس أنجلس التي كادت تؤدي إلى حرب أهلية أمريكية ثانية. فقد انقسمت الثانوية كما المجتمع الأمريكي إلى سود و بيض و اسياويين و لاتينيين وهنود و شكل التلاميذ عصابات عرقية تحارب بعضها البعض بل أصبح الانضمام إليها أسهل من الالتحاق بقسم دراسي. في هذا الجو المكهرب تلتحق إرين غرويل Erin Gruwell كأستاذة مُدرسة لأول مرة في حياتها للأدب الإنجليزي لأصعب قسم في المدرسة .

بدت إرين أول الأمر و كأنها دخلت الى عش أفاعي فالتلاميذ كلهم من مختلف الاعراق و كلهم أبناء مساجين أو هاربين مبحوث عنهم أو عصابات مخدرات. حاولتْ تقديم نفسها للتلاميذ و لكنهم واجهوها بردود مستهترة شعرت من خلالها أنها مرفوضة و لكنها أصرت على أنها لن تستسلم و أنها ستعلمهم بمنهجها الخاص.لقد شعرت هذه المرأة الطموحة أن مفتاح نجاحها يكمن في أن تتحدي تلاميذها و تبين لهم أن هناك خارج القسم شيء يستحق الكفاح من أجله. أما هم فقد كان البقاء على قيد الحياة في شوارع لوس انجلس بسبب حرب العصابات و الإجرام أهم من دروس السيدة غرويل بل أهم من الذهاب الى المدرسة.

أما زملاؤها الأساتذة فقد رفضوا مساعدتها بل إن نائبة المدير غضت الطرف عما تلاقيه الاستاذة الجديدة و رفضت حتى طلب الاستاذة بفتح أبواب المكتبة للتلاميذ المشاغبين فوجدت إرين نفسها وحيدة تكافح من أجل تعليم 30تلميذا مشاكسا. و هنا يبدأ الفيلم في سرد قصة الاستاذة التي يهددها زوجها بالطلاق بسبب اهتمامها بالتلاميذ على حسابه و قصص كل تلميذ و تلميذة كلها تتشابه في مأساويتها.و شيئا فشيئا تتمكن إرين من كسب ثقة التلاميذ بعد أن أقنعتهم أنهم يستطيعون أن يستخرجواما بداخلهم من أشياء ثمينة عن طريق كتابة مذكراتهم أو يومياتهم.

اعتمد Freedom Writers على يوميات أو مذكرات تلاميذ قسم بثانوية ويلسون بكاليفورنيا. و هو كذلك يغطي قصة المُدرسة كما روتها بنفسهاا في كتاب و كيف عملت مع هؤلاء التلاميذ و كيف أدى تفرغها لهؤلاء الى تدمير حياتها خارج المدرسة و هذا ما أضفى على الفيلم مسحة واقعية شعرت من خلالها و كأن هذه زميلة لي وهؤلاء تلاميذي. ففي بداية الفيلم يمكن للمشاهد سماع بعض أبطال الفيلم و هم يروون يومياتهم مع الفقر و الجريمة و العنصرية و السجن و المشاكل الأسرية بدلا من سماعها في حواراتهم و هذا ما جعل الفيلم ناجحا جدا فقد وفر على المشاهد وقتا طويلا بعيدا عن الملل الذي يصيبنا أحيانا من طول الحوارات.



لقد نجحت الممثلة القديرة هيلاري سوانك في بعث تجربة المُدرسة الشجاعة غرويل التي تحدت الجميع و نجحت في تحويل مجموعة من التلاميذ المشاغبين الذين عاثوا في المدرسة و الشارع فسادا الى أشخاص ناجحين مسالمين متعاطفين وأخرجت ما في قلوبهم من كره و حقد فغيروا ما بأنفسهم و غيروا ما حولهم فقط عن طريق كتابة يومياتهم و فعلا كانوا كُتاب حرية.

هناك تعليقان (2):

♥نُـــوْنْ♥ يقول...

كَـــمْ أعشق هذا الفلم
و ما يعجبني فيه انه ينقل تحذيرا للأباء عن العنف المسلّح واللغة التي يستخدمها البالغون.

Unknown يقول...

اعجبني جدا هذا الفلم
تعد هذه المره الاولى لي اشاهده
وقد اتى في وقته
اذ بالفعل قد اصبت بإحباط شديد ولكن عندما شاهدته
شعرت ان الحماسه عادة الي مجددا

هو بالفعل رائع