أين كنتم حين فار تنورنا؟
مضى الآن أكثر من شهر على الثورة التونسية و أقل من أسبوع على الثورة المصرية الثانية التي تابعتهما باهتمام حتى أني نسيت تدوين يومياتي. و ما دفعني للعودة الى التدوين هو ما أشاهده هذه الأيام على الفضائيات المصرية و منتديات الإنترنت. دخلت الى الفيس بوك و جادلتهم فوجدتهم كعادتهم كثيري الجعجعة التي لا تنتج طحينا. القوم يعتقدون أنهم فجروا أعظم ثورة عرفها التاريخ و نسوا فضل الثورة التونسية عليهم. أما الاخوة التونسيون فقد ذهبوا نفس مذهب المصريين فنسوا انتفاضة الشعب الجزائري في الوقت الذي أوشكت جدوة الثورة التي أشعلها البوعزيزي رحمه الله أن تخبو و تنطفيء فألهبها الجزائريون من جديد و كأن الجزائرين ما انتفضوا إلا لإعادة لهيب الثورة التونسية و الدليل أن الجزائريين عادوا الى ديارهم مباشرة بعد أن استعادث الثورة التونسية لهيبها و بريقها حتى توجت بهروب الطاغية بن علي و الذين معه.
لا فلسفة و لا هم يحزنون


السبق الجزائري.
-1.لست هنا في موضع الدفاع عن النظام الجزائري الذي أبغضه و أتمنى رحيله و لكني أعتقد أن الحالة الجزائرية ليس كمثلها شيء بين العرب. و حجتي هنا ما ذكره أحد الصحافيين اللبنانيين سنة 1985 في مقال بجريدة الوطن العربي حيث أورد نبيل مغربي أنه '' بعد هزيمة العرب المخزية أمام اسرائيل و احتلالها للضفة الغربية والقدس و الجولان و صحراء سيناء و تدمير جميع القدرات الجوية لمصر خرج الجزائريون و فقط في العالم العربي في مظاهرات للمطالبة بسقوط نظام جمال عبد الناصر الذي اعترف بنفسه لاحقا أنه سبب النكسة و لم يحسن تقدير الامور. و قررجمال عبد الناصر فيما بعد التنحي عن السلطة لتقوم المخابرات العامة بإخراج الجماهير الى الشارع للمطالبة بعودته عن قراره.''

حكاية الانجيل و اﻷرض.
يقول أحد أبطال الرواية النيجرية '' فوضى اﻷشياء'' أن الرجل الابيض حين قدم لإفريقيا اول مرة قدم و في يده اليمنى كتاب الإنجيل و في يده اليسرى سيف فقدم لنا الانجيل هدية و أخذ منا أرضنا عنوة فلما طلبنا حقنا أستل سيفه. هذا ما حدث للجزائريين الذين خرجوا مطالبين بالشغل و السكن و الرفاه للجميع فأعطاهم النظام الديموقراطية و حرية التعبير فلما تعلموها أخرج سيفه و قال ما أريكم الا ما أرى. لم تنفع الحرية و لا الديمقراطية الجزائريين بل أدخلتهم في دوامة حرب أهلية أضاعت البلاد و العباد و ما زالت أثارها باقية الى اليوم ﻷن الجزائريون لم يدركوا أنه من المستحيل أن يجتمع الشيء و ضده في جسم واحد. مستحيل أن يأتي الإصلاح من فاسد.فاعتبروا أيها التونسيون و أيها المصريون فما هذه الا البداية و ما زال مازال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق