الأربعاء، 16 فبراير 2011

؟أين كنتم حين فار تنورنا


أين كنتم حين فار تنورنا؟
مضى الآن أكثر من شهر على الثورة التونسية و أقل من أسبوع على الثورة المصرية الثانية التي تابعتهما باهتمام حتى أني نسيت تدوين يومياتي. و ما دفعني للعودة الى التدوين هو ما أشاهده هذه الأيام على الفضائيات المصرية و منتديات الإنترنت. دخلت الى الفيس بوك و جادلتهم فوجدتهم كعادتهم كثيري الجعجعة التي لا تنتج طحينا. القوم يعتقدون أنهم فجروا أعظم ثورة عرفها التاريخ و نسوا فضل الثورة التونسية عليهم. أما الاخوة التونسيون فقد ذهبوا نفس مذهب المصريين فنسوا انتفاضة الشعب الجزائري في الوقت الذي أوشكت جدوة الثورة التي أشعلها البوعزيزي رحمه الله أن تخبو و تنطفيء فألهبها الجزائريون من جديد و كأن الجزائرين ما انتفضوا إلا لإعادة لهيب الثورة التونسية و الدليل أن الجزائريين عادوا الى ديارهم مباشرة بعد أن استعادث الثورة التونسية لهيبها و بريقها حتى توجت بهروب الطاغية بن علي و الذين معه.
لا فلسفة و لا هم يحزنون
ملأ المصريون الدنيا ضجيجا معتقدين أنهم أفضل شعوب اﻷرض و ذلك ديدنهم أما أنا فإني على يقين أنهم لم يأتوا بجديد يذكر فلقد علمنا التاريخ أنه يكرر نفسه دائما و ان تلك هي سنة الله في خلقه و نفس المقدمات تؤدي الى نفس النتائج. فالنظام التونسي مثله مثل النظام المصري عاث في الأرض فسادا و ظلما مستعينا بشرطة ليس لها دور سوى القمع و القهر و الإرهاب و غرس بذور الثورة التي يكون رجالها أول المتضررين منها أذا ماحدث و فار التنور و انفجربركان غضب الشعب.
السبق الجزائري.
-1.لست هنا في موضع الدفاع عن النظام الجزائري الذي أبغضه و أتمنى رحيله و لكني أعتقد أن الحالة الجزائرية ليس كمثلها شيء بين العرب. و حجتي هنا ما ذكره أحد الصحافيين اللبنانيين سنة 1985 في مقال بجريدة الوطن العربي حيث أورد نبيل مغربي أنه '' بعد هزيمة العرب المخزية أمام اسرائيل و احتلالها للضفة الغربية والقدس و الجولان و صحراء سيناء و تدمير جميع القدرات الجوية لمصر خرج الجزائريون و فقط في العالم العربي في مظاهرات للمطالبة بسقوط نظام جمال عبد الناصر الذي اعترف بنفسه لاحقا أنه سبب النكسة و لم يحسن تقدير الامور. و قررجمال عبد الناصر فيما بعد التنحي عن السلطة لتقوم المخابرات العامة بإخراج الجماهير الى الشارع للمطالبة بعودته عن قراره.''
-2. شهدت سنة 1988 أول انتفاضة شعبية شملت كل المدن الكبرى تقريبا. خرج الجزائريون بعد أن بلغ السيل الزبى. ارتفعت الأسعار و شحت المواد الغذائية و الأدوية. و لا زلت أذكر كيف كان التلفزيون الجزائري يواري عجز النظام عن توفير اﻷدوية في الصيدليات و المستشفيات بتقديم حصة يومية عن الاعشاب الطبيعية كعلاج للأمراض. أما ندرة الحليب فقد كان التلفزيون يقدم لقطات إشهارية لمنتوج حليب كان يسمى '' لحظة'' قبل كل نشرة إخبارية كدليل على وجوده في الأسواق. و هذا سبق إشهاري جزائري .بعدها أطل علينا النظام بحكاية الازمة الاقتصادية العالمية و أن الجزائر ليست وحدها التي تعاني من آثارها بل العالم أجمع. بدأ الغضب يتأجج في نفوس الجزائريين بعد أن تيقنوا أن الأقلية فقط استحوذت على مداخيل ثرواتهم الطبيعية وبدأوا يرون ظواهر البذخ و الترف على منخرطي الحزب الواحد و موظفي الدولة السامين. و ذات صباح خريفي من سنة 1988 فار تنور هؤلاء المسحوقين فخرجوا يتظاهرون و يكسرون و يحرقون كل ما يرمز لدولتهم القتية.
حكاية الانجيل و اﻷرض.
يقول أحد أبطال الرواية النيجرية '' فوضى اﻷشياء'' أن الرجل الابيض حين قدم لإفريقيا اول مرة قدم و في يده اليمنى كتاب الإنجيل و في يده اليسرى سيف فقدم لنا الانجيل هدية و أخذ منا أرضنا عنوة فلما طلبنا حقنا أستل سيفه. هذا ما حدث للجزائريين الذين خرجوا مطالبين بالشغل و السكن و الرفاه للجميع فأعطاهم النظام الديموقراطية و حرية التعبير فلما تعلموها أخرج سيفه و قال ما أريكم الا ما أرى. لم تنفع الحرية و لا الديمقراطية الجزائريين بل أدخلتهم في دوامة حرب أهلية أضاعت البلاد و العباد و ما زالت أثارها باقية الى اليوم ﻷن الجزائريون لم يدركوا أنه من المستحيل أن يجتمع الشيء و ضده في جسم واحد. مستحيل أن يأتي الإصلاح من فاسد.فاعتبروا أيها التونسيون و أيها المصريون فما هذه الا البداية و ما زال مازال

ليست هناك تعليقات: