الاثنين، 7 فبراير 2011

من الثورة الى الاعتصام سقطت الثورة وبقي النظام




من الثورة الى الاعتصام سقطت الثورة وبقي النظام


عظم الله أجركم واجرنا فقد استطاع حسني ان يحول الثورة الشعبية الى اعتصام جماهيري سيتحول تدريجيا الى هايد بارك عربي نكون كلنا رواده يوما ما لنشتم ونلعن وسيبقى النظام يسلبنا ويلعن سنسفيلنا فنحن سنشتمه وهو سيجلدنا وانتهت الحدوته.

لست في مزاج ثوري كما كنت قبل بضعة ايام فقد رحلت العصبية الثورية ونام اولادي الليلة الماضية بدون هتافات اسقاط النظام وتنفس جيراني الصعداء لانني جلست معهم وفارقت التلفزيون وارحت رئتاي من التدخين.

ماذا حدث ؟؟؟

كيف استطاع الخنزير حسني ذبح الثورة وهو يبتسم؟؟؟

ههل تحول الى شمشون؟؟

كل الملايين التي فرضت نفسها على العالم من أصغر شارع في مصر الى ميدان التحرير تم ترويضها وتدجينها وذبح صوتها الذي اصبح بحة في عالم بات يدير ظهره لما يجري وكأن الامر اصبح عادة يومية.

منذ الوهلة الاولى ظننا بان حسني سيحمل اموال أمه التي ورثها عن ابيه وجدة اخته ويرحل سرا الى السعودية كما استنتج الكثيرون لانها ستصبح ملجأ اللصوص والخونة ولكنه أفشل حلمنا وقتل أملنا ووضع تحت مؤخرته بطيخة صيفي واستراح عليها وبات يفرض شروطا كما يحلو له.

لقد غاب عن الشعب الذي رحب بنزول الجيش الى الشارع بأن الجيش هو الورقة الاقوى التي لعب بها حسني لانه يعلم بان الشعب لن يخذل الجيش ولان الجيش غدر أمانة الشعب حين هتف الشعب بانهما يد واحدة لاسقاط النظام ولكن الترحيب الذي لاقاه الجيش في الشارع طمأن النظام بان الامور ستعود اليه.لقد غاب عن الشعب العربي بأن ركيزة النظام الاقوى هي الجيش وقد ابتلع الشعب الطعم فرغم تعهد قادة الجيش بحماية الشعب ومطالبه الا انه لم يحرك ساكنا الى جانب الشعب وما كان سوى ديكور يلف الجماهير لكسب ثقة المنتفضين في ميدان التحرير.

لو حدث واشتبك بعض الجنود مع ابناء الثورة الشعبية فسيقف الجيش الى جانب الشعب ومن الممكن ان يكون فرار حسني تحصيل حاصل ولكن حدث كما اراد له النظام فبقي الجيش وبقي البلطجية وتم حصر الثورة في ميدان لايؤثر على اشكال الحياة الطبيعية التي ستعود شيئا فشيئا لان المنتفعين من الانتفاضة باتو يتفاوضون مع ازلام النظام وكل يوم بتنا نسمع مئات الاراء الصادرة من ميدان التحرير لتضيع الطاسة وتبدأ الطبخة الجديدة التي سيتناول منها كل شعب سيحاول الثورة على النظام الذي يحكمه.

لم نتعلم جيدا ماهية الثورة فالثائر على الظلم عليه ان يعلم بان كل من يحمي النظام هو من النظام وان الجيوش التي تسمي نفسها عربية هي جيوش اصنام تم تاسيسها على الدفاع عن الصنم وعائلته والوطن والشعب ليس لهما وجود في معادلات الجيش الذي لا يتحرك الا بأمر ولي نعمته مقابل راتب شهري فلا هم جيوش ولا مدافعين بل هم عبارة عن مرتزقة يركعون ويسجدون لمرضاة ولي الامر وعائلته.

وعليه فعلى أي شعب عربي يريد ان يخلع نظام الذل أن يبدأ بالتوجه للقصر ورجم حرسه وهز جدرانه واغلاق كل المنافذ لتتم بذلك محاصرة الحاكم كي لايحاصر هو الثورة ويحولها الى اعتصام.

بقلم أحمد العربي

ليست هناك تعليقات: