الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

مش حتقدر تنزل إيدك




عدت بالأمس من عملي مرهقا منهكا من عملي.الوقوف الطويل أصبح يؤثر على قدمي و مع ذلك لا أستطيع العمل جالسا. أما في المدة الأخيرة فأصبحت أستغل الحصص الأخيرة و خاصة المسائية منها للجلوس و منح الفرصة للتلاميذ للكتابة على السبورة. البارحة أحسبه يوما طويلا جدا بل من أطول الايام التي عرفتها فقد بذلت فيه جهدا خارقا. حيث قدمت درسا بالجامعة في الصباح ثم

عدت مباشرة للمنزل ﻷكمل تصحيح بعض أوراق الامتحان ثم ذهبت الى الثانوية في المساء حيث عملت 3 ساعات متتتالية.وﻷن التعليم يتطلب صبر أيوب فقد صبرت حتى مل الصبر منيﻷن مادة الانجليزية التي أدرسها تذكرني بمقولة على من تقرأ زابورك يا داوود.فمعظم التلاميذ لا يفهمونها و قد تجد منهم من يحاول النوم أثناء الحصة لعجزه عن متابعة و استيعاب ما أقول.الساعة الخامسة و الربع مساء ألقي بجسدي التعبان على سريري انتظر أذان المغرب. شغلت التلفاز و ذهبت مباشرة الى قنواتي المفضلة. ناشنال جيوغرافيك ثم فوكس موفيز فالقناة الفرنسية الخامسة. أتثاءب مرة و مرتين ثم أذهب في إغفاءة قصيرة توقظني منها ابنتي أميمة. إنه أذان الافطار يا أبي. اتناول وجبتي ثم أصلي و أخرج بعد أن شعرت برأسي الثقيل يطلب حصته من الكافيين. أخرج الى مقهى جارنا بوعسيلة و أطلب من سمير قهوة خفيفة أتناولها مع جريدة غالبا ما تكون رياضية ثم أعود مباشرة الى البيت ﻷن الجلوس في المقهى من غير سبب لا يستهويني.

آذان العشاء يرفع على الساعة السابعة إلا ربع. أخرج سيارتي و ألتحق بالمسجد لآداء صلاة العشاء و منه الى حيث نجتمع حول طاولة الشاي مع ياسين, رشيد, مبروك و محمد. نتبادل أطراف الحديث في أمور شتى ثم أعتذر للعودة مجددا الى المنزل. أكمل حساب معدلات التلاميذ ثم استغل الفرصة ﻷشاهد لقطات من أفضل فيلم شاهدته على الإطلاق و أحسن فيلم أنتجته السينما الامريكية منذ إنشائها و هو فيلم' العراب' او The GodFather بالانجليزية. أستمتع بموسيقاه و اقتباسات من حواراته و خاصة للمبدع الفنان الكبير مارلون براندو بطل الفيلم.

أطالع بعدها جرائد الغد كالخبر التي تكون جاهزة على الساعة الحادية عشر. و أعود لجو الدروس و خاصة الجامعية منها. أبحث عن المصادر عبر الانترنت و أقوم بتلخيصها ﻷقدمها غدا دون عناء. الوقت يداهمني و لا أشعر به الا عندما تنتهي مقاطع الموسيقى التي كنت أستمع اليها. يا إالهي, منتصف اليل و 40 دقيقة. البرد القارس الذي و ععدتنا به مصالح الارصاد الجوية وصل. أرتب أدواتي و أنسحب الى غرفتي. أتسلل تحت الأغطية و أشغل التلفاز من جديد. أتنقل بين القنوات ﻷتوقف عند قناة روتانا سينما. كم أكره هذه القناة التافهة. نفس الحكاية دائما. أفلام مصرية تافهة ثم الجملة الساحرة '' مش حتقدر تغمض عينك'' أتمعن قليلا في خذه الجملة فلا أجد لها تفسيرا. ربما مش حتقدر تغمض عينك من تفاهة هؤلاء.أغير القناة مرة أخرى فأجد قناة الأنوار دايرة فيها حالة. نحيب و لطم للوجوه و بكاء و عويل و ضرب للصدور مع القاء شعري من طرف مخبول من على منبر جامع يقال له حسينية في مذهب هؤلاء المعتوهين. و كلما زاد حماس الشاعر زاد هيجان الحضور فيزداد اللطم بالأيدي على الصدورو الرؤوس. تذكرت أنها مناسبة عاشوراء و هؤلاء يجعلونها مناسبة لجلد و ضرب أنفسهم معتقدين أنهم يقدمون خدمة جليلة للحسين حفيد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم. ضحكت من سفاهتهم و غيرت القناة بعدما قلت في نفسي من قناة مش حتقدر تغمض عينك الى قناة مش حتقدر تنزل إيدك.

هناك تعليق واحد:

jjjjjjjjjjjjjjjj يقول...

مقال رائع ويوميات عشتها بجميع تفاصيلها كانت ممتعه ولها طابعها الخاص أشكرك على قلمك
تحياتي