خرجت الى الشارع فوجدت مصباح بونفيخة و حبل الكبش بيده. .
لا زلت مع هذا الكبش منذ الصباح...خليه يرتاح شوية
و ما دخلك أنت ...إنه كبشي و أنا حر
هو كبشك...أنا أيضا سأشتري كبشا لما يأتي أخي المحفوظ من سطيف
متى سياتي...لا أعتقد ذلك ...هو لا يأتي الا نادرا
انظر الى مصباح بلور ...لديه كبش و مع ذلك تركه و هاهو هناك يلعب أمام منزله .
أبوه لا يدعه يخرج الكبش بعد الظهر...
دعني أجره قليلا يا مصباح...
كلا...سيهرب الكبش و سيعاقبني أخي عمار.
أرجوك...من هنا الى هناك...سآخذه يرعى .
لا أستطيع يا أحسن...إذا هرب لن نستطيع إمساكه.
لما سنشتري كبشنا ...سنشتري كبشا أكبر من كبشكم ...له قرنان كبيران أقسم اني لن أدعك تمسه.
قال لنا أخي عمار أننا سنشتري عجلا للعيد ...عجلا كبيرا.
نحن لدينا بقرة
العجل أحسن من البقرة
يخرج جدي في تلك اللحظة فينادي علي. ألحقه و قد سلك الطريق المؤدي الى الشارع. الكبير. في الطريق يلتقي بجدي السعيد فيسأله عن أحواله . يتبادلان أطراف الحديث ثم يمسك بيدي ويسألني عن باعة حديد البناء فأدله على بلعربي. نذهب الى هناك فيدخل الى المخزن الكبير و يبدأ في سؤال صاحب المحل عن الأسعار. أما أنا فأخرج الى الشارع و أقف أمام محل جعوي أو بوشناق صاحب دكان إفريقيا. أنتظر جدي ليخرج كاسف البال ﻷن أسعار الحديد مرتفعة. أشير بيدي الى دكان إفريقيا.
هذا يبيع السمك المملح يا جدي...إنه لذيذ.
لسنا بحاجة إليه يا ولدي...هيا بنا...
نعود أدراجنا باتجاه أولاد سويسي. كان جدي ثقيل الحركة و زادته أسعار الحديد ثقلا. أرجع يديه الى الخلف و سار مهموما. نصل الى مفترق الطرق فأقطعه باتجاه مدرسة الذكور ثم ندور يسارا ...
أين تذهب بي من هنا
لا تخف يا جدي...هذه مدرسة الذكور حيث أزاول دراستي..
آه إنها كبيرة جدا يا ولدي...
نعم يا جدي ..نحن ندرس في الطابق الأرضي...و عندما أنتقل الى السنة الرابعة سوف ننتقل الى الطابق العلوي.. من هنا ندخل نحن التلاميذ أما المعلمون فيدخلون من باب صغير.
حسنا يا ولدي ...حسنا
تعال ﻷريك شيئا آخر...ذاك المحل القابل هناك...شوف ...به شيخ كبير نسميه مول الحوينتة...أنه يبيع حلوى رخيصة جدا ...زوج بدورو فقط...
زوج بدورو...أه...رخيصة جدا...يدخ يده في جيبه و يخرج زوج دورو. ...اذهب و اشتري أربعة...
كلا يا جدي...ستذهب معي لترى بنفسك...هيا
ندخل المحل فيطلب منه منحي أربع قطع و يدفع ثمنها و يخرج ممسكا بيدي
لم تنس وعدي لك يا عفريت...بصحتك
الله يسلمك يا جدي....هيا لنعد الى البيت...
.ما زال الوقت أمامنا...ستذهب معي لزيارة جدتك الزهراء
جدتي الزهراء...أه نعم تلك العجوز التي لا تسمع جيدا...أخت جدتي صح؟
و أختي أيضا...سنزورها الان.
يمسك جدي بيدي و نتجه الى شارع المجاهدين...كان خاليا من المارة . ..ليس كأيامنا هذه حيث لا تكاد تجد موضعا لقدمك خاصة في الصيف. ..جدي يسير ببطء فأستغل الفرصة للقضاء على الحلوى واحدة بعد أخرى.
نصل الى محل عمي بلقاسم بلمطاعي في أولاد سويسي. فندخل عنده. ...هذا الرجل أخافه كثيرا و لذلك وقفت وراء جدي خشية أن يراني
أهلا بعمي أحمد ..واش راك؟ لاباس؟ بخير؟
واش راك يا بلقاسم؟ واش الاحوال؟ لاباس عليكم؟ الحمد لله وهذا الطفل لماذا يختبئ ورائي...ماذا فعل لك؟
أه ...الباندي...لقد أوصاه أخوه المحفوظ أن يشتري من عندي المواد الغذائية دون أن يدفع حتى آخر الشهر...كنت أسجل له كل ما يشتريه من عندي في كراس صغير و وكلما امتلأت صفحة يمزقها. ...
شوف الباندي...و هل وجدتم حلا للمشكلة؟
ماذا أفعل يا عمي أحمد ..جاء ت الحاجة فاطمة و اتفقنا على أن يدفعوا نفس القيمة التي اعتادوا على دفعها كل شهر...ليست بالشيء الكثير.
. أمسك بملابس جدي خوفا من نظرات عمي بلقاسم و استعجله للخروج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق