اليوم يوم جمعة . يوم ربيعي مشمس رغم اننا في عز الشتاء. البارحة سقطت بعض الأمطار لكنها لم تدم إلا قليلا. حمدا لله على كل حال. بوناطيرو العالم الفلكي الجزائري صاحب الجوائز العالمية تنبأ بشتاء ممطر و فيضانات و سيول وهو غالبا ما يصدق لكنه هذه المرة جانب الصواب. لقد شحت السماء طيلة شهر يناير و هو ذا شهر فبراير يوشك على الرحيل و السماء مازالت زرقاء صافية و كأنها في شهر مايو.
ذهبت و ولدي يوسف إلى المسجد المركزي الذي تشارف الأشغال به على الانتهاء. توقعت أن يكون هذا البناء تحفة معمارية تُزين مدينة الطاهير إلا أن ظني خاب هذه المرة. فمن الناحية الجمالية ستبقى مدينة الطاهير تفتقر إلى معلم يشار إليه بالبنان من بعيد. فرغم الاموال التي تبرع بها المؤمنون في مدينة الطاهير و خارجها و كانوا فعلا أسخياء إلا أن النتيجة كانت مخالفة للتوقعات. ولذلك يبقى مسجد بلال بن رباح في باب الصور بمدينة جيجل يحوز على إعجابي و تقديري رغم ضيق مساحته. لقد أضفى عليه مصممه مسحة من الجمال قل أن تشاهدها في مساجد الولاية. أما الطريقة التي تمت بها تغطيته و تقسيم مداخله و مخارجه و توزيع سجاده و أثاثه فتُبين أن صاحبَه قد أمضى حياته في أوربا حيث النظام الدقيق يسير كل شيء و لا يذر صغيرة و لا كبيرة ّإلا و اهتم بها.
![]() |
الشهيد العربي بن مهيدي الذي تمنى الموت قبل أن تستقل الجزائر |
خطبة الجمعة تناول فيها الشيخ ناصر موضوع في غاية الجرأة و هو عن يوم الشهيد الذي يحتفل به الجزائريون يوم الثامن عشر من فبرايرمن كل عام. انتقد فيها الرئيس و المرؤوسين و الحكام و المحكومين. و تساءل كيف لجزائر الشهداء أن تستقبل رئيس فرنسا بالأحضان و تخصص له استقبالاً قل نظيره. جزائر العزة و الكرامة أصبح ابناؤها يلقون بلأنفسهم في عرض البحر من اجل الهجرة الى أين؟ إلى بلد عدوّ الامس .هذه هي المصيبة و هذا ماظل الإمام يكرره : ماذا لو عاد الشهداء ؟ الإجابة يمكن قراءتها في رواية الطاهر وطار" الشهداء يعودون هذا الأسبوع".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق