يوم الاحد الخامس عشر من جويلية و الخامس من رمضان مر علي بؤدا و سلاما. لم أشعر لا بالجوع و لا بالعطش فقد تناولت سحوري متأخرا و أكثرت من شرب الماء. مشكلتي متواصلة مع السهر الطويل و الاستيقاظ قبل الظهر بقليل. و لكي أتجنب الشعور بالملل الذي بدوره يؤدي الى التعب ثم النوم فاني أستقل السيارة مع ولدي الأصغر شهاب و أتوجه الى قرية أزاون التي تقع الى الجنوب الغربي من مدينة الطاهير. وقد اخترت الذهاب في عز الظهر حتي اتجنب الطوابير التي تتشكل أمام العيون او الينابيع الطبيعية الموجودة بأزاون و غيرها من الجبال المحيطة بالمدينة.
و صلت هنالك بعد ربع ساعة فقط. صدق حدسي فقد وجدت العين خالية سوى من شيخ زاده بياض شعره وقارا على وقار رغم ثيابه الرثة.
- السلام عليكم
-و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
- وقيلة يا الحاج العين رايحة تنشف.
- ما ظنيتش يا وليدي..تنقص في الصيف بصح ما تنشفش.
-مالا راك موالف تعمر من هنا العام طول؟
- انا نجي من تاكسنة نعمر من هذه العين ...والله انها مباركة
- كاينة...انا نجي من الطاهير...كل اسبوع نجي نعمر 5 بيادن و نروح...هادي تكفيني.
-و علاه ما توصلكومش العين للدار؟
- راك تشوف بالحاج..الطاهير محاصرة بالسدود و العيون و الوديان من كل جهة...و ناسها مشتاقين قطرة ماء يشربوها. تصور يا الحاج الماء يجي كل يومين ساعتين.
-ربي يحسن الاحوال يا بني...والله لو بقيت فرنسا ما نقصنا شيء. هاذو الحركة اللي حكموها هما اللي هلكو البلاد.
-ما نقولوش عليهم حركة يالحاج...هي رداءة في التسيير برك.
-ما عندهمش النية للخدمة...و اذا عندهم النية ما عندهمش الدراهم باش يخدموا.و اذا ...
-و اذا خدموا ما يتقنوش الخدمة نتاعهم...هاذوا يالحاج ما نسموهمش حركة..هاذو عندهم قابلية للاستعمار.
-سامحني يا وليدي راني نسّيتك تعمر البيادن...ربي يهدي ما خلق...هاك فرغ البيادن نتاعي في انتاعك و روح تروَّح ادي الطفل من السخانة.
-والله والو يالحاج. بارك الله فيك...راني بعقلي...النهار راهو طويل.
مر الوقت بسرعة بعد أن التحق بنا شخص آخر جاء لنفس الغرض فتشعبت أحاديثنا الى السياسة و مرض الرئيس و علاجه عند عدو الامس. أخبرتهما أنه قرر بناء مستشفى مثل الذي يعالج فيه في فال دوغراس فانتفض الشيخ قائلا" واش نديرو بيه؟ هاو مرغنا وجوهنا قدام العديان....كيفاش مجاهد كيما هو يروح يداوي في فرنسا؟ بومدين كان يداوي عند الروس و الشاذلي كان يروح لبلجيكا و هذا بهدل بينا...هز البيادن نتاعك راهم تعمروا و سكر علينا الموضوع هذا...رايح يطلعلي السكر."
- صح فطوركم و بالعقل يالحاج...رايحة تتسثقم ان شاء الله.
- ان شاء الله يا وليدي.
أعانني الشيخ على حمل الماء الى السيارة متمنيا لي فطورا شهيا. أما أنا فقفلت راجعا أحاول أن أتذكر ما قاله. لقد كان كريما جدا معي بل أثرني على نفسه رغم الشيب الذي كسا رأسه والتجاعيد التي خطها الزمن على وجهه. لقد قضيت برفقته وقتا رائعا و استمتعت بأحاديثه عن الماضي العطر للجزائريين و كيف قهروا المستعمر رغم القهر و الفقر. الشيئ الوحيد الذي ندمت عليه هو عدم أخذي للكاميرا لتصوير العجوز و البحر...عفوا...العجوز و العين.
و صلت هنالك بعد ربع ساعة فقط. صدق حدسي فقد وجدت العين خالية سوى من شيخ زاده بياض شعره وقارا على وقار رغم ثيابه الرثة.
- السلام عليكم
-و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
- وقيلة يا الحاج العين رايحة تنشف.
- ما ظنيتش يا وليدي..تنقص في الصيف بصح ما تنشفش.
-مالا راك موالف تعمر من هنا العام طول؟
- انا نجي من تاكسنة نعمر من هذه العين ...والله انها مباركة
- كاينة...انا نجي من الطاهير...كل اسبوع نجي نعمر 5 بيادن و نروح...هادي تكفيني.
-و علاه ما توصلكومش العين للدار؟
- راك تشوف بالحاج..الطاهير محاصرة بالسدود و العيون و الوديان من كل جهة...و ناسها مشتاقين قطرة ماء يشربوها. تصور يا الحاج الماء يجي كل يومين ساعتين.
-ربي يحسن الاحوال يا بني...والله لو بقيت فرنسا ما نقصنا شيء. هاذو الحركة اللي حكموها هما اللي هلكو البلاد.
-ما نقولوش عليهم حركة يالحاج...هي رداءة في التسيير برك.
-ما عندهمش النية للخدمة...و اذا عندهم النية ما عندهمش الدراهم باش يخدموا.و اذا ...
-و اذا خدموا ما يتقنوش الخدمة نتاعهم...هاذوا يالحاج ما نسموهمش حركة..هاذو عندهم قابلية للاستعمار.
-سامحني يا وليدي راني نسّيتك تعمر البيادن...ربي يهدي ما خلق...هاك فرغ البيادن نتاعي في انتاعك و روح تروَّح ادي الطفل من السخانة.
-والله والو يالحاج. بارك الله فيك...راني بعقلي...النهار راهو طويل.
مر الوقت بسرعة بعد أن التحق بنا شخص آخر جاء لنفس الغرض فتشعبت أحاديثنا الى السياسة و مرض الرئيس و علاجه عند عدو الامس. أخبرتهما أنه قرر بناء مستشفى مثل الذي يعالج فيه في فال دوغراس فانتفض الشيخ قائلا" واش نديرو بيه؟ هاو مرغنا وجوهنا قدام العديان....كيفاش مجاهد كيما هو يروح يداوي في فرنسا؟ بومدين كان يداوي عند الروس و الشاذلي كان يروح لبلجيكا و هذا بهدل بينا...هز البيادن نتاعك راهم تعمروا و سكر علينا الموضوع هذا...رايح يطلعلي السكر."
- صح فطوركم و بالعقل يالحاج...رايحة تتسثقم ان شاء الله.
- ان شاء الله يا وليدي.
أعانني الشيخ على حمل الماء الى السيارة متمنيا لي فطورا شهيا. أما أنا فقفلت راجعا أحاول أن أتذكر ما قاله. لقد كان كريما جدا معي بل أثرني على نفسه رغم الشيب الذي كسا رأسه والتجاعيد التي خطها الزمن على وجهه. لقد قضيت برفقته وقتا رائعا و استمتعت بأحاديثه عن الماضي العطر للجزائريين و كيف قهروا المستعمر رغم القهر و الفقر. الشيئ الوحيد الذي ندمت عليه هو عدم أخذي للكاميرا لتصوير العجوز و البحر...عفوا...العجوز و العين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق