الأربعاء، 8 أغسطس 2012

اليوم التاسع عشر: تراويح تحت جنح الظلام

اليوم التاسع عشر: قطع الكهرباء بعد الماء
مدير عامة شركة  قطع الكهرباء عن الناس في عز الحر
     مع اشتداد الحر و القيظ ازدادت حاجتنا لاستعمال مكيفات الهواء و الثلاجات. وقد سبق أن نبهنا عالمنا الجزائري بأن هذا الفصل سيشهد حرارة غير عادية أرجعها إلى العواصف الشمسية التي وصلت إلى الأرض. كل دولة متقدمة تأخذ في الحسبان ما يقوله علماؤها سوى دولتنا. بالأمس بدأت تطبق علينا نظام القطع بالتناوب بعد ان أذاقتنا الويل في توزيع الماءكل يومين. قلنا ماعليهش. الوقت ليل و نسمات البحر التي تهب علينا كفيلة بإنعاشنا. لكن أن تقطع عنك الكهرباء نهارا و انت صائم فهذا ما لا يرضاه أحد. اليوم أيقظني ابني شهاب قبل الظهر بقليل و هو حريص على فعل ذلك ليشغل الحاسوب فيستغل وقت الآذان لإيقاظي. صليت الظهر و عدت لأكمل عملي على الحاسوب بعد أن تعطل ليلة أمس. أصلحت ما به من أخطاء و اعدت إليه نظام الوندوز بعد أن مل ّ أولادي من نظام اللينوكس الآمن فنزلت عند رغبتهم و قمت بتثبيت برنامج الوندوز7 مرغما لا بطلا. 
يوم بلا تسوق
    اليوم استفاد العبد الضعيف صاحب المدونة من عطلة مدفوعة الأجر. "كل شيء متوفر و الحمد لله لا ينقصنا سوى التحلية", قالتها زوجتي و كأنها تزف لي بشرى. شغّلت جهاز التلفزيون بعد ان مللت من الحاسوب. اخترت قناة رياضية لعلي أحظى بمشاهدة مباراة منتخب البرازيل و لكن شركتنا للكهرباء كان لديها رأي آخر. "خلي ما تشوفش البرازيل و العشية نمتعوك بالعداء مخلوفي". رميت جهز التحكم عن بعد و خرجت مغاضبا و أنا ألعن الشركة و مسؤوليها وحتى مخترع الكهرباء أديسون. الحرارة لا تطاق زادتها الرطوبة بلة و غراء. شعرت و كأن جلدي تم طلاؤه بإحدى المعسلات التي تستعملها السيدة حورية على قناة فتافيت التي تحرص زوجتي على متابعتها و نحن في عز الصيام و اشتداد الجوع. عدت إلى المنزل أبحث عما أفعله في غياب الكهرباء فوقعت عيني على كتاب للشيخ متولي الشعراوي رحمه الله  بعنوان " تربية الأولاد في الاسلام" . الكتاب جدير بالقراءة خاصة و انه قُسم إلى نصوص قصيرة تفنن في ترتيبها فقيه المنطق الشيخ الشعراوي رحمه الله. فمن كان يريد أن ينشئ أولاده تنشئة إسلاميه فليقرأ كتابه هذا.
تراويح تحت  جنح الظلام.
    انتظر القائمون على شركة الكهرباء حتى فرغنا من تناول إفطارنا ليقطعوها ثانية. توجهت إلى المسجد بعد أن فقدت كل أمل في مشاهدة سباق العداء الجزائري مخلوفي. كان علي أن أختار بين الصلاة و السباق ففضلت الدائم على الفاني. و صلت إلى المسجد و قد عادت الكهرباء لكن لمدة قصيرة فقط أي مباشرة بعد انتهاء السباق لأننا كنا نسمع هتاف المتفرجين المجتمعين في المقهى المحادية للمسجد. انقطع عنا صوت الإمام  و نحن خارج المسجد فلم نكن نسمع إلا همسا. كنا نخرُّ ركعا و سجدا كلما رفع المصلون أصواتهم داخل المسجد بالتكبير. لم يدم الأمر طويلا حتى تم تشغيل المولد الكهربائي الخاص بالمسجد. الكل خرج غاضبا و ناقما على هذه الشركة الخائبة و مع ذلك يصر مديرها العام على رفع أسعارها. أما نحن فعلينا بالصبر و الصلاة إلى أن يحدث الله أمر كان مفعولا و يأخذ هؤلاء عنا أخذ عزيز مقتدر.
    

ليست هناك تعليقات: