الأربعاء، 15 أغسطس 2012

اليوم الخامس والعشرون : في عزلة عن العالم

اليوم الخامس و العشرون:الطاهير معزولة عن العالم
    لم يكن أشد المتشائمين في بلدة الطاهير يتوقع أن تمتد أيدي اللصوص إلى شبكة الهاتف فتسرق كوابله و تعزل المدينة عن باقي الوطن و العالم. كنت أعتقد أن تجارة النفايات الحديدية و النحاسية قد تم حظرها في الجزائر بغد أن امتدت أيادي الإجرام إلى سكك الحديد و كوابل الكهرباء بل لم تتوانى عن سرقة بالوعات المياه التي غالبا ما أوقعت ضحايا بالمئات.قلد تسبب الحادث في قطع كل الاتصالات التي تستخدم  شبكة الهاتف الأرضية عن المدينة فأدخلت سكانها في عزلة تامة. توقفت مراكز البريد و تعطلت مصالح الناس خاصة من عجزوا عن سحب رواتبهم في عز حاجتهم إليها . كيف لا و نحن على بعد أيام فقط من عيد الفطر. فمن قام بهذا العمل البربري لا يمكن أن يكون بشرا بل هو كالأنعام أو أضل و لا أعتقد أن الأنعام قد تفكر في سرقة كوابل الهاتف.
فرصة للقضاء على الروتين
    أمام استحالة الدخول إلى الانترنت ذهبت معتقدا ان حسابي قد نفذ إلى مركز اتصالات الجزائر غير بعيد عن منزلي. قابلتني الموظفة هناك بان الكوابل سرقت و ان أعوان الشركة بصدد ربطها من جديد. اعتقدت أن الأمر لن يستغرق سوى سويعات فقررت الذهاب مدينة جيجل أرفه عن نفسي و عن أطفالي. رافقني شهاب فقضينا الأمسية هناك أنساني شهاب بأفكاره و تساؤلاته البريئة ماكنت فيه من عطش و جوع و غضب بسبب ما يحدث في الطاهير من فوضى و سرقة حولتها إلى غابة اسمنتية بامتياز. لقد حدثتني زوجتي عن امرأة تم نشل  هاتفها النقال و هي تتسوق في الصبيحة فأغمي عليها من هول الصدمة. عدت قبل الإفطار بعد أن اشتريت لوازم إعداد الخلوى و بعض الخبز التقليدي و عدت إلى الطاهير لأجد أن دار لقمان على حالها. 
عودة إلى جيجل
    أديت صلاة التراويح اليوم و لم أشعر بالتعب إطلاقا. لقد صلى بنا الإمام بقراءة حزب واحد و غدا سوف نختم القرآن. أشعر أن رمضان قد جمع امتعته و هو يستعد للرحيل فعلا. بدأت أتخيل أمسية العيد التي تمر ثقيلة مظلمة حزينة. أنهيت صلاة التراويح و توجهت بسيارتي- كالمدمن الذي يشعر بالحاجة إلى أخذ جرعته التقليدية- أريد أخذ جرعتي اليومية من الاتصال بالانترنت. سهرت هناك حتى بعد منتصف الليل فكتبت رسالتي اليومية في مدونتي و عدت إلى بيتي و أنا أشعر بالرضا لأني لم أتخلف عن مدونتي يوما واحدا.

ليست هناك تعليقات: