اختلط علينا الحابل بالنابل و لم نعد نعرف من نصدق و من نُكذب.و من يُسوق لمن و من يخدم من. منذ أسبوعين أطلت علينا قناة الجزيرة بخبر عاجل بخلفية حمراء لزيادة الإثارة و التشويق . يقول الخبر العاجل: انضمام اللواء خالد الشحمة الى الثوار الليبيين.بعدها بيوم واحد , توقفت عند قناة الجماهيرية لسماع الرأي و الرأي الآخرطبعا بعدما كنت قد استمعت لقناة الجزيرة. قناة الجماهيرية تعرض تسجيلا توثيقيا لشاب يبلغ من العمر حوالي الثامنة عشرة إسمه خالد الشحمة يتبين من خلال ملامحه و تصرفاته أنه متخلف ذهنيا و هو من النوع المنغولي. يحاوره صحافي القناة فلا يكاد يفهم ما يقول ثم يأخذ منه الميكرفون فيقول جملة واحدة: الله, معمر و خالد الشحمة و بس. تقوم قناة الجماهيرية فيما بعد بعرض جواز سفره و طبعا صورة الشاب المريض عليه و اسمه الكامل. فمن نصدق؟
المشهد الثاني
http://www. msnbc.com كنت بصدد تصفح الموقع الاخباري الامريكي
فلفت نظري خبرفي الصفحة الرئيسية عن سقوط طائرة أمريكية فوق الاراضي الليبية و السبب حسب المصدر ليس نيرانا معادية و لكنه عطب ميكانيكي.. أغلقت الصفحة و ذهبت مباشرة لموقع الجزيرة نت. لا أثر للخبر فقلت ربما لم يصلهم بعد. تحولت الى البث الحي للقناة فلم يذكر لا كخبر عاجل و لا كخبر بايت مثل الأخبار التي تبث في الشريط الاخباري. بحثت عنه طوال اليوم فلم يذكروه في نشراتهم الاخبارية المتعددة و المتكررة و المثيرة للضجر.
المشهد الثالث
تابعت تصريح الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي صرح فيه أن القرار الاممي الخاص بليبيا يشبه نداءات الحروب الصليبية في القرون الوسطى. نقل التصريح التلفزيون الروسي و الالماني و الليبي طبعا. تحولت الى قناة الرأي و الرأي الأخر فانتظرت و انتظرت و لما طال انتظاري خرج علينا شيخ العلماء القرضاوي بفتوى تجيز الاستعانة بساركوزي و راسموسن و كامرون لابادة إخوة الدين و الدم و اللغة حتى قبل نصحهم و استتابتهم . نفي الحرب الصليبية على ليبيا لسبب واحد فقط هو مشاركة دولة خليجية في هذه الحملة ليس عسكريا كما يدعون و لكن ماليا كما عهدناهم حيث تعهدت بدفع مليار و نصف مليار دولار-تكاليف الحرب الكلية- مقابل تدمير قدرات عسكرية لدولة شقيقة ابتلاها الله بقائد أهبل و معارضة جايحة. و حسبنا الله و نعم الوكيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق