
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد انقطاع دام 5 أيام عدت الى الإنترنت أو عادت الي بعد أن أفتقدتها كثيرا.
الثﻻثاء يوم خفيف يمكنني من التقاط أنفاسي بعد يومي الأحد و الإثنين حيث أعمل صباحا ومساءا. بدأت السنة الدراسية ببرنامج و توقيت و ﻻ أروع حيث كنت أعمل 16 ساعة في اﻷسبوع مع 4 أفواج دراسية فقط. وبعد تعودنا على هذا التوقيت الذي لم نستفد من مثله منذ التحاقي بصفوف التعليم, قرر من بيدهم رقابنا و قوت يومنا في المديرية بقرار من الوالي السابق تحطيم كل شيء و إعادتنا لنقطة الصفر. تنقل الوالي السابق الى بلدية أوﻻد عسكر ليتفقد مشروع الثانوية الجديدة في تلك القرية النائية.في لحظة غضب أقسم الوالي على أنه سيخرب بيوت المسؤولين ان لم تفتتح الثانوية خلال يومين. ارتعدت فرائصهم من تلك التهديدات فراحوا يجرون يمينا و يسارا و فكروا و قدروا ثم فكرو و قدروا و جاء الحل سريعا سرعة مكالمة هاتفية من أوﻻد عسكر الى ثانوية تاسيفت. عملية إجلاء لتلاميذ السنة الأولى من الأقسام الى الحافلات الى الثانوية الجديدة تنفيذا ﻷمر الوالي. أما نحن فمن نكون ؟
تم نقل 120 تلميذا أي 3 أفواج تربوية مع بعض مدرسيهم و عدنا الى اﻷوضاع االسقيمة كما تعود حليمة الى عادتها القديمة. تمت إعادة النظر في المواقيت الاسبوعية و تغير إسناد الأفواج لكل مدرس. أما أنا فرزقت على بركة الله بقسم خامس و 3 ساعات إضافية تجعل الحليم حيرانا.
انتقلت في المساء الى جامعة تاسوست بعد ان اتصل بي رئيس قسم اللغة الانجليزية و اتفقنا على أن أبدا العمل كمدرس لمقياس الكتابي غدا ان شاء الله. و هو ما يعني 6 ساعات أضافية أخرى و 3 أفواج أخرى ستثقل كاهلي هذا العام رغم إدراكي أن التدريس في الجامعة ليس متعبا مثل التدريس في الثانوي فالطلبة أكثر نضجا و بالتالي أكثر انضباطا.
كان هذا الاسبوع حادا في كل شيئ. الثانوية تعيش كغيرها من قطاعات الوظيف العمومي حالة من الغليان. و المشكلة أنه ﻻ أحد وجد تفسيرا لما يحدث في قطاع البريد. الآلاف من الموظفين وجدوا أنفسهم أسرى آلة ﻻ أحد يعرف كيف تشتغل و من يأمر بتشغيلها و من يامر بتوقيفها. آلة إسمها الإدارة او الحكومة او الماسكون برقابنا أو العاجزون عن إدارة أمورنا. '' ما عندناش و ما يخصناش'' هو عنوان ﻷغنية للشاب بلال ﻻ أدري ماذا يقصد بها و لكني أستطيع ان استشرف معناها من خلال ما سمعته عنه فهو يتغني بالجزائري صاحب النيف و عزة النفس. ما عندناش و ما يخصناش هي تعبير عن حالة الموظف الجزائري خلال هذه الشهور. لديه أموال في حسابه البريدي و لكنه ﻻ يستطيع سحبها و السبب يتغير يوميا. تذهب الى بريد الطاهير فيقال لك أن السيولة ماكانش و غير متوفرة. ينتقل الى جيجل فيجد ان الجميع هناك يقفون في الطابور ينتظر مثلهم و حين يصل دوره يخبره الموظف أنه لا يمكنه سحب الاجرةبأكملها. . يحاول استعمال آلة السحب فيجد الرد سريعا في جملة واحدة '' الجهاز عاطل''. يركلها غاضبا و يغادر مكتب البريد. من هناك يشاهدمقر بنك التنمية المحلية, يتوجه نحوه فيجد نفسه بداخله مباشرة. يجلس على كرسي الانتظار. شباك رقم 1 للعملة الصعبة و العمليات الخارجية و في الطابور عجوزين . يتسلم كلاهما منحته بالعملة الصعبة الخضراء لونها و يخرجان بعد ان يقوم بعد الأوراق مرات و مرات ثم يضعانها في جيب داخل معطف تحت قندورة بنية. يلفت الموظف البائس شماﻻ الى شباك رقم 3 حيث يقوم المقاولون بوضع أكياس سوداء كبيرة أمام أعين موظف البنك الذي يقوم بعدها آليا و يمنح ورقة الاستلام للمتعامل في دقائق. مازالت أعين موظفنا المسكين تراقب الاكياس السوداء التي تدخل و تخرج حين يقترب منه عون الأمن سائلا أياه عما يريد بلهجة جيجلية واضحة لكن متعالية'' أنعم أخويي؟ديًِش دي تسحك؟ يرد عليه و هو يهم بالخروج ...والو ما نسحك...جيت نتفرج برك...السلام عليكَم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق