يوم الاربعاء يمثل بالنسبة لي يوما استثنائيا خلال الأسبوع. فمنذ كنت صغيرا الفت انتظار هذا اليوم لمشاهدة مقابلات رابطة اﻷبطال الأوربية في كرة القدم. و قد كانت يتيمة الدهر قناة التلفزيون الجزائري تمتعنا مجانا خلال ثمانينيات القرن الماضي بمقابلات ريال مدريد ميلان آسي و بيارن ميونيخ و ليفربول و جوفنتوس. و كنت أحرص على متابعتها في المقاهي بدﻻ من المنزل ﻷنها فرصة لتغيير الجو العائلي الذي يطبعه الهدوء و السكينة بجو الحماس و التفاعل.
كنت انتظر بفارغ الصبر رؤية نجومي المفضلين آنذاك خاصة المكسيكي هيغو سانشيز الهداف التاريخي لريال مدريد اضافة الى بوتراغوينو و غيرهما.كان المعلق بن يوسف و عدية متخصصا في التعليق على تلك المباريات قبل ان يختطف حفيظ دراجي الأضواء و يحيله على التقاعد الميكرفوني.
و أتذكر كذلك أني و صديقي مصباح بونفيخة كنا نحرص على متابعة رابطة الأبطال او كأس أوربا للأندية الأبطال كما كانت تسمى آنذاك بمقهى عبد العزيز بحي بوشرقة ﻷن الشاشة كانت ملونة. أما مصباح فقد كان حريصا على متابعة جميع مقابلات اف سي بورتو البرتغالي لسبب بسيط هو ان ﻻعبه المفضل آنذاك ماجر كان يلعب له.
تأتي تسعينات القرن الماضي بوجوه جديدة و انتقل بعدها الى عين صالح حيث كنت الوحيد من بين الاساتذة المقيمين الذي كان يملك جهاز تلفاز كنا نجتمع حوله كل أربعاء لمتابعة رابطة ألأبطال.
بقي شغفي بكرة القدم رغم أني لم أمارسها اﻻ عند الصغر مع أقراني لكني مازلت أتابع أخبارها و أشاهد مقابلتها بكل حماس فأقفز فرحا حين يسجل الريال و أحزن عندما يخسر أو يتعادل وﻻ أطيق رؤية الغريم التقليدي برشلونة خاصة عندما يكون فائزا.
سهرة أمس كانت فرصة لي لتغيير الجو الكئيب و المكفهرالذي يسيطر على مدينة الطاهير. توجهت الى مقهى صديقي ياسين وادي اين اتابع جل المباريات بعد ان يكون ياسين قد حجز لنا مقاعدنا. في طريقي التقيت بصديقي محمد بن اعراب و مبروك غردة عند بقال متخصص في بيع التمر البسكري اللذيد . نتمون بالتمر و الفول السوداني و نلتحق بمقاعدنا قبل أن يأتي صديقنا رشيد غردة ليكتمل التعداد. الطبق المقدم في السهرة تمثل في مقابلة نارية بين العملاقين ريال مدريد و ميلان آسي بملعب هذا الأخير سان سيرو. انتهى الشوط الأول بتفوق الريال بهدف لصفر. كنا نعتقد أن الريال قد ضمن الفوز ﻷن مدربه إسمه مورينيو لكن الميلان هو الميلان و الكبار ﻻ يموتون و الصيد ياك يموت صيد و لو كي يشرف منو لذياب خايفة كما غنى الشيخ العنقى رحمه الله. مدرب الميلان يجري تغييرين قلب بها الامور رأسا على عقب. دخول الثعلب العجوز إنزاغي هذا الهداف الماكر الغدار غير كل شيء وقد صدق مورينيو حين سئل قبل اللقاء عن أمنيته فقال '' أتمنى أن ﻻأرى أنزاغي فيي الميدان''.ربع ساعة كانت كافية للثعلب ﻻصطياد هدفين قاتلين حطم بهما رقما قياسيا في التسجيل في منافسة رابطة الأبطال(70 هدفا) . ريال مدريد يرفض الاستسلام و مورينيو المدرب الداهية يجري تغييرا جديدا أتى بثماره في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع. تنتهي المقابلة بصورة رائعة لداهيتين كبيرين أما نحن فقد أتينا على ما بقي من كؤوس الشاي و التمر و الفول السوداني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق