حل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان بإسطنبول، فجر أمس، ليجد الآلاف من الأتراك بانتظاره، رافعين لافتات كتب عليها ''لن تمشي وحيدا أبدا''، بعد انسحابه غاضبا الخميس، من منتدى دافوس الاقتصادي، وإعلانه مقاطعته له، على خلفية منعه من التعقيب على كلمة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. في خطوة مفاجئة، انسحب رجب طيب أردوغان، من جلسة كانت تجمعه برؤساء وشخصيات عالمية بمنتدى دافوس بجنيف، بعدما ارتجل ردا قويا على المنظّم الذي قاطعه، وهو بصدد التعقيب على كلمة لشمعون بيريز، استغرقت أكثر من خمس وعشرين دقيقة، وأورد فيها تصريحات بشأن الحرب على غزة، قال أردوغان إنها كاذبة، ومن الواجب الرد عليها.
وكان ما أثار حفيظة أردوغان، إتاحة وقت أطول بكثير لبيريز، في تبريره للحرب على غزة، بينما لم يتح له هو نصف ذلك الوقت، للتحدث عن حجم مأساة القطاع. ليقاطعه رئيس الجلسة بحجة أن الوقت المخصص قد انتهى، إذ قام أردوغان مباشرة بعدها، بالرد على مطالبة شمعون تركيا، بصوت مرتفع، بأن تتخذ موقفا متشددا من صواريخ حماس، قائلا ''أعلم سبب رفعكم صوتكم، ذلك بسبب شعوركم بالندم.. عليكم أن تعلموا أن صوتي لن يكون بهذا الارتفاع.. عندما يتعلق الأمر بالقتل، فإنكم أكثر من تفهمونه، أعلم كيف تضربون وتقتلون الأطفال على الشواطئ''. وتوجه أردوغان إلى الحضور معاتبا من صفقوا لحديث بيريز، بالقول ''عار عليكم أن تصفقوا لهذا الخطاب، بعد أن قُتل آلاف الأطفال والنساء على يد الجيش الإسرائيلي في غزة'' قبل أن يغادر القاعة غاضبا.
وقد علّق الحاضرون على رد أردوغان، بأنه استغرق وقتا قصيرا جدا، لكنه كان قويا جدا أيضا. وقد بدأ السجال بين بيريز وأردوغان، عندما قال الأخير أثناء الجلسة، إن إسرائيل لم تحترم الهدنة مع حماس، كما أنها قتلت 28 فلسطينيا بين شهري جوان وديسمبر ,2008 وإنها لم تفتح المعابر، كما قال إن الضجة الإعلامية بشأن أسلحة حماس، كذب، وهي لا تعني شيئا مقابل الترسانة الإسرائيلية. وقال أردوغان بشأن الأنفاق بين غزة ومصر، إنها مصيدة خطيرة تحاك ضد الشعب الفلسطيني، وإن مصر تستطيع تدبير أمر منع تهريب السلاح عبر هذه الأنفاق التي لا تعتبر الموضوع الأساسي، لأن فلسطين محتلة، ومن حق شعبها أن يناضل. وهو ما جعل بيريز يرد بصوت عال قائلا، بأن محمود عباس هو من يمثل الشعب الفلسطيني وليس حماس، مضيفا بأن مصر والرئيس عباس يحمّلان حماس مسؤولية الأحداث الأخيرة.وكان أن اتصل بيريز هاتفيا بأردوغان، فور عودته لتركيا، للاعتذار له على ما بدر منه من رفع الصوت، حسب ما صرح به رئيس الوزراء التركي، وقال له بأنه متكدر جدا مما وقع بينهما. موضحا بأن صوته ارتفع خلال الجلسة، لأن المترجمين لم يسمعوه. وقالت الإذاعة التركية إن الرجلين اتفقا على أن لا ينعكس ما حدث سلبيا، على العلاقات الثنائية بين البلدين.وإذ يعتبر تصرف أردوغان مفاجئا، بالنظر لما تمثله علاقات إسرائيل الإستراتيجية مع تركيا، فإن الموقف التركي بدا متشنجا منذ بداية العدوان على غزة، وإن لم تصل الأمور مبلغ الأزمة الدبلوماسية، رغم مطالب الشعب التركي بقطع العلاقات. وأكدت مصادر صحفية في تركيا أن زيارة، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل المقررة غدا الأحد، تم تعليقها لأسباب فنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق