الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

يوم راحة ( زعما) في الجزائر

يوم الثلاثاء يوم بلا عمل بالنسبة لي. قررت التفرغ فيه لشؤون الادارة الجزائرية التي تحتل مرتبة متقدمة في الفساد . فقد طلبت منا إدارتنا أن نحضر   ملفا ماليا نثريه كل عام بشتى الوثائق.
      أول وثيقة تعزز بها حظوظك في الاستفادة من فتات ريع البترول الذى تنام فوقه بلادنا وثيقة تسمى "شهادة عدم الانتساب الى الضمان الجتماعي لغير الاجراء" . أي أني ملزم بأن أقدم دليلا على أن زوجتي لا تمارس أي نشاط تجاري. انتقلت الى جيجل عاصمة الولاية لاستخرج هذه الوثيقة متسلحا بالدفتر العائلي   و بطاقة تعريف زوجتي مع بطاقتي . كنت أظن ذلك كافيا لكن ظني خاب. الموظف عبوس الوجه ككل موظفي الادارة الجزائرية ( ربما بسبب ظروفهم الاجتماعية) ودون النظر الي أخبرني أن ملفي ناقص و علي إحضار وثيقة "عدم الخضوع للضرائب" . قلت في نفسي هذا سهل فقفلت راجعا الى مدينة الطاهير قاصدا مصلحة الضرائب . 
     دخلت المصلحة و انتظرت دوري في الطابور . جاء فَتيان وبدون استئذان كما هي عادة أهل هذه البلدة اتجها مباشرة الى المكتب فاندفعت غاضبا و دخلت أمامهما لكن الموظف فاجأني بالقول إن  بطاقة هوية زوجتي أنقضى أجلها( ماتت ). انفجرت ضاحكا مع كثير من الغضب. "و لكن صاحبتها مازالت على قيد الحياة" فأضاف بالضربة القاضية " عليك باستخراج بطاقة هوية جديدة  لزوجتك   شرط أن تكون مقيمة هنا بالطاهير."
       ذهبت للبلدية لاستخراج شهادة الاقامة لزوجتي متسلحا بالدفتر العائلي و بطاقة الهوية. 
-زوجتك من قسنطينة؟ 
- نعم لكنها تقيم هنا منذ عشر سنوات .
- يلزمك شهادة تغيير الاقامة من بلدية قسنطينة لأمنحك شهادة الاقامة في الطاهير
- هي زوجتي و هذا دفتر العائلة يشهد على ذلك و هذه بطاقة هويتي مكتوب عليها بأني مقيم بالطاهير 
- الامر سهل فقط قل لهم في قسنطينة بأنها غيرت إقامتها فيمنحوك هذه الشهادة
-  ها أنذا أقول لكم بانها مقيمة معي بالطاهير فلماذا أذهب لاقولها في  لقسنطينة؟
    عدت أدراجي داعيًا الله أن لا يسلط علينا بذنوبنا من لا يخافه و لا يرحمنا. قصدت المصلحة التي تصدر بطاقات التعريف بالدائرة لأسأل عن الوثائق اللازمة لاستصدار بطاقة تعريف زوجتي فردت الموظفة البشوشة " عليك بأحضار شهادة ميلادها مستخرجة من السجل الاصلي ( و هل يوجد سجل غير أصلي؟)  شهادة ميلاد والدها, شهادة الاقامة , 4 صور شمسية و طابع جبائي ب 100 دينار فقط لا غير ...اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلاً.        

ليست هناك تعليقات: